nindex.php?page=treesubj&link=19881_31787_31827_31848_31851_31891_31895_31903_31908_31954_31955_31971_33975_34163_34169_34274_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84ووهبنا له أي
إبراهيم عليه السلام
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84إسحاق وهو ولده من سارة عاش مائة وثمانين سنة، وفي نديم الفريد أن معنى إسحق بالعربية الضحاك
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84ويعقوب وهو ابن
إسحق عاش مائة وسبعا وأربعين سنة، والجملة عطف على قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=83وتلك حجتنا إلخ وعطف الفعلية على الاسمية مما لا نزاع في جوازه، ويجوز على بعد أن تكون عطفا على جملة (آتينا) بناء على أنها لا محل لها من الإعراب كما هو أحد الاحتمالات
، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84كلا مفعول لما بعده وتقديمه عليه للقصر لا بالنسبة إلى غيرهما بل بالنسبة إلى أحدهما أي كل واحد منهما
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84هدينا لا أحدهما دون الآخر، وقيل : المراد كلا من الثلاثة، وعليه الطبرسي. واختار كثير من المحققين الأول لأن هداية
إبراهيم عليه السلام معلومة من الكلام قطعا وترك ذكر المهدي إليه لظهور أنه الذي أوتي إبراهيم عليه السلام فإنهما متعبدان به
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13980الجبائي : المراد هديناهم بنيل الثواب والكرمات
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84ونوحا قال
شيخ الإسلام : منصوب بمضمر يفسره
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84هدينا من قبل ولعله إنما لم يجعله مفعولا مقدما للمذكور لئلا يفصل بين العاطف والمعطوف بشيء أو يخلو التقديم عن الفائدة السابقة أعني القصر ولا يخلو ذلك عن تأمل أي من قبل
إبراهيم عليه السلام
ونوح -كما قال
الجواليقي- أعجمي معرب، زاد
الكرماني ومعناه بالسريانية الساكن، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في المستدرك : إنما سمي
نوحا لكثرة بكائه على نفسه واسمه عبد الغفار، والأول أثبت عندي، وأكثر الصحابة رضي الله تعالى عنهم -كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم- أنه عليه السلام كان قبل
إدريس عليه السلام. وذكر النسابون أنه ابن لمك بفتح اللام وسكون الميم بعدها كاف ابن متوشلخ بفتح الميم وتشديد المثناة المضمومة بعدها واو ساكنة وفتح الشين المعجمة واللام والخاء المعجمة ابن أخنوخ بفتح المعجمة وضم النون الخفيفة وبعدها واو ساكنة ثم معجمة وهو
إدريس فيما يقال. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال : "
قلت يا رسول الله من أول الأنبياء قال : آدم عليه السلام قلت : ثم من؟ قال نوح عليه السلام : وبينهما عشرة قرون " وهذا ظاهر في أن
إدريس عليه السلام لم يكن قبله
وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير أن مولده عليه السلام كان بعد وفاة ءادم عليه السلام بمائة وستة وعشرين عاما. وذكره سبحانه هنا قيل لأنه لما ذكر سبحانه إنعامه على خليله من جهة الفرع ثنى بذكر إنعامه عليه من جهة الأصل؛ فإن شرف الوالد سار إلى الولد، وقيل : إنما ذكره سبحانه لأن قومه عبدوا الأصنام فذكره ليكون له به أسوة، وأما أنه ذكر لما مر فلا دلالة على علاقة الأبوة ليقبل، ودلالة (من قبل) على ذلك غير ظاهرة. وقنع بعضهم بالشهرة عن ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84ومن ذريته الضمير عند جمع
لإبراهيم عليه السلام لأن مساق النظم الجليل لبيان شئونه
[ ص: 212 ] وما من الله تعالى به عليه من إيتاء الحجة، ورفع الدرجات، وهبة الأولاد الأنبياء، وإبقاء هذه الكرامة في نسله؛ كل ذلك لإلزام من ينتمي إلى ملته من المشركين واليهود ، واختار آخرون كونه
لنوح عليه السلام لأنه أقرب، ولأنه ذكر في الجملة (لوطا) عليه السلام وليس من ذرية
إبراهيم بل كان ابن أخيه -كما سيأتي إن شاء الله تعالى- آمن به وشخص معه مهاجرا إلى الشام فأرسله الله تعالى إلى أهل سدوم، وكذلك يونس عليه السلام لم يكن من ذريته -فيما ذكر محيي السنة- فلو كان الضمير له لاختص بالمعدودين في هذه الآية والتي بعدها، وأما المذكورون في الآية الثالثة فعطف على (نوحا) ولا يجب أن يعتبر في المعطوف ما هو قيد في المعطوف عليه، ولا يضر ذكر
إسماعيل هناك وإن كان من ذرية
إبراهيم عليهما السلام لأن السكوت عن إدراجه في الذرية لا يقتضي أنه ليس منهم وإنما لم يعد -كما قال بعض المحققين- : في موهبته كإسحق لأن هبة إسحق كانت في كبره وكبر زوجته فكانت في غاية الغرابة، وذكر يعقوب لأن إبقاء النبوة بطنا بعد بطن غاية النعمة، ولم يعطف
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84كلا هدينا لأنه مؤكد لكونه نعمة
ومن الناس من ادعى أن يونس عليه السلام من ذرية
إبراهيم صلى الله عليه وسلم وصرح في جامع الأصول أنه كان من الأسباط في زمن شعيا، وحينئذ يبقى لوط فقط خارجا ولا يترك له إرجاع الضمير على إبراهيم؛ وجعله مختصا بالمعدودين في الآيات الثلاث لأنه لما كان ابن أخيه آمن به وهاجر معه أمكن أن يجعل من ذريته على سبيل التغليب كما قال
الطيبي. وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن هؤلاء الأنبياء عليهم السلام كلهم مضافون إلى ذرية
إبراهيم وإن كان منهم من لم يلحقه بولادة من قبل أم ولا أب لأن
لوطا ابن أخي
إبراهيم والعرب تجعل العم أبا؛ كما أخبر الله تعالى عن أبناء يعقوب أنهم قالوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=133نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق مع أن
إسماعيل عم يعقوب. والجار والمجرور متعلق بفعل مضمر مفهوم مما سبق، وقيل : بمحذوف وقع حالا من المذكورين في الآية، واختير الأول أي وهدينا من ذريته
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84داود هو -كما قال
الجلال السيوطي- : ابن إيشا بكسر الهمزة وسكون الياء المثناة التحتية وبالشين المعجمة ابن عوبر بمهملة وموحدة بوزن
جعفر ابن عابر بموحدة ومهملة مفتوحة ابن سلمون بن يخيثون بن عمي بن يارب بتحتية وآخره باء موحدة ابن رام بن حضرموت بمهملة ثم معجمة بن فارص بفاء وآخره مهملة بن يهوذا بن يعقوب
قال كعب : كان أحمر الوجه سبط الرأس أبيض الجسم طويل اللحية فيها جعودة حسن الصوت والخلق، وجمع له بين النبوة والملك. ونقل
النووي عن المؤرخين أنه عاش مائة سنة، ومدة ملكه منها أربعون، وله اثنا عشر ابنا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وسليمان ولده. قال كعب : كان أبيض جسيما وسيما وضيئا جميلا خاشعا متواضعا وكان أبوه يشاوره في كثير من أموره في صغر سنه لوفور عقله وعلمه. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه ملك الأرض. وعن المؤرخين أنه ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وابتدأ بناء بيت المقدس بعد ملكه بأربع سنين، وتوفي وله ثلاث وخمسون سنة. وتقديم المفعول الصريح للاهتمام بشأنه مع ما في المفاعيل من نوع طول ربما يخل تأخيره بتجاوب النظم الكريم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وأيوب قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : هو ابن موص بن روم بن عيص بن إسحق، وقيل : ابن موص بن تارخ بن روم إلخ وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر أن أمه بنت
لوط عليه السلام وأن أباه ممن آمن
بإبراهيم فهو قبل
موسى عليه السلام وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير: إنه كان بعد
شعيب، وقال
[ ص: 213 ] ابن أبي خيثمة كان بعد
سليمان ، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني أن مدة عمره كانت ثلاثا وتسعين سنة،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84ويوسف وهو على الصحيح المشهور ابن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم ويشهد له ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في صحيحه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا
إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم. عاش مائة وعشرين سنة. وفيه ست لغات بتثليث السين مع الياء والهمزة، والصواب أنه أعجمي لا اشتقاق له،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وموسى وهو ابن عمران بن يصهر بن ماهيث بن لاوي بن يعقوب، ولا خلاف في نسبه وهو اسم سرياني
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11868أبو الشيخ من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : إنما سمي
موسى لأنه ألقي بين شجر وماء فالماء بالقبطية مو والشجر شا، وفي الصحيح وصفه بأنه آدم طوال جعد كأنه من رجال شنوءة، وعاش -كما قال الثعلبي- مائة وعشرين سنة،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وهارون أخوه وشقيقه، وقيل : لأمه، وقيل : لأبيه فقط حكاهما
الكرماني في عجائبه مات قبل
موسى عليهما السلام وكان ولد قبله بسنة، وفي بعض أحاديث الإسراء
صعدت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهرون ونصف لحيته أبيض ونصفها أسود تكاد تضرب سرته من طولها فقلت : يا جبريل من هذا؟ قال : المحبب في قومه هارون بن عمران ، وذكر بعضهم أن معنى
هارون بالعبرانية المحبب
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وكذلك نجزي المحسنين
84
- قيل : أي نجزيهم مثل ما جزينا
إبراهيم عليه السلام برفع درجاته وكثرة أولاده والنبوة فيهم، والمراد مطلق المشابهة في مقابلة الإحسان بالإحسان والمكانات بين الأعمال والأجزية من غير بخس لا المماثلة من كل وجه لأن اختصاص
إبراهيم صلى الله عليه وسلم بكثرة النبوة في عقبه أمر مشهور
واختار بعض المحققين كون التشبيه على حد ما تقدم في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وكذلك جعلناكم أمة وسطا ونظائره، وأل في (المحسنين) للعهد، والإظهار في موضع الإضمار للثناء عليهم بالإحسان الذي هو عبارة عن الإتيان بالأعمال على الوجه اللائق الذي هو حسنها الوصفي المقارن لحسنها الذاتي وقد فسره صلى الله عليه وسلم بقوله: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والجملة اعتراض مقرر لما قبلها
nindex.php?page=treesubj&link=19881_31787_31827_31848_31851_31891_31895_31903_31908_31954_31955_31971_33975_34163_34169_34274_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَوَهَبْنَا لَهُ أَيْ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84إِسْحَاقَ وَهُوَ وَلَدُهُ مِنْ سَارَّةَ عَاشَ مِائَةً وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَفِي نَدِيمِ الْفَرِيدِ أَنَّ مَعْنَى إِسْحَقَ بِالْعَرَبِيَّةِ الضَّحَّاكُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَيَعْقُوبَ وَهُوَ ابْنُ
إِسْحَقَ عَاشَ مِائَةً وَسَبْعًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً، وَالْجُمْلَةُ عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=83وَتِلْكَ حُجَّتُنَا إِلَخْ وَعَطْفُ الْفِعْلِيَّةِ عَلَى الِاسْمِيَّةِ مِمَّا لَا نِزَاعَ فِي جَوَازِهِ، وَيَجُوزُ عَلَى بُعْدٍ أَنْ تَكُونَ عَطْفًا عَلَى جُمْلَةِ (آتَيْنَا) بِنَاءً عَلَى أَنَّهَا لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ كَمَا هُوَ أَحَدُ الِاحْتِمَالَاتِ
، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84كُلا مَفْعُولٌ لِمَا بَعْدَهُ وَتَقْدِيمُهُ عَلَيْهِ لِلْقَصْرِ لَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيْرِهِمَا بَلْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَحَدِهِمَا أَيْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84هَدَيْنَا لَا أَحَدَهُمَا دُونَ الْآخَرِ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ كُلًّا مِنَ الثَّلَاثَةِ، وَعَلَيْهِ الطَّبَرْسِيُّ. وَاخْتَارَ كَثِيرٌ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ الْأَوَّلَ لِأَنَّ هِدَايَةَ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعْلُومَةً مِنَ الْكَلَامِ قَطْعًا وَتَرَكَ ذِكْرَ الْمَهْدِيِّ إِلَيْهِ لِظُهُورِ أَنَّهُ الَّذِي أُوتِيَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَإِنَّهُمَا مُتَعَبِّدَانِ بِهِ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13980الْجَبَائِيُّ : الْمُرَادُ هَدَيْنَاهُمْ بِنَيْلِ الثَّوَابِ وَالْكُرُمَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَنُوحًا قَالَ
شَيْخُ الْإِسْلَامِ : مَنْصُوبٌ بِمُضْمَرٍ يُفَسِّرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَلَعَلَّهُ إِنَّمَا لَمْ يَجْعَلْهُ مَفْعُولًا مُقَدَّمًا لِلْمَذْكُورِ لِئَلَّا يَفْصِلَ بَيْنَ الْعَاطِفِ وَالْمَعْطُوفِ بِشَيْءٍ أَوْ يَخْلُوَ التَّقْدِيمُ عَنِ الْفَائِدَةِ السَّابِقَةِ أَعْنِي الْقَصْرَ وَلَا يَخْلُو ذَلِكَ عَنْ تَأَمُّلٍ أَيْ مِنْ قَبْلِ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
وَنُوحٌ -كَمَا قَالَ
الْجَوَالِيقِيُّ- أَعْجَمِيٌّ مُعْرِبٌ، زَادَ
الْكِرْمَانِيُّ وَمَعْنَاهُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ السَّاكِنُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ : إِنَّمَا سُمِّيَ
نُوحًا لِكَثْرَةِ بُكَائِهِ عَلَى نَفْسِهِ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْغَفَّارِ، وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ عِنْدِي، وَأَكْثَرُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ -كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ- أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ قَبْلَ
إِدْرِيسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَذَكَرَ النَّسَّابُونَ أَنَّهُ ابْنُ لَمْكَ بِفَتْحِ اللَّامِ وَسُكُونِ الْمِيمِ بَعْدَهَا كَافٌ ابْنِ مَتُّوشَلَخَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الْمُثَنَّاةِ الْمَضْمُومَةِ بَعْدَهَا وَاوٌ سَاكِنَةٌ وَفَتْحِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَاللَّامِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ ابْنِ أَخَنُوخَ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَضَمِّ النُّونِ الْخَفِيفَةِ وَبَعْدَهَا وَاوٌ سَاكِنَةٌ ثُمَّ مُعْجَمَةٌ وَهُوَ
إِدْرِيسٌ فِيمَا يُقَالُ. وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : "
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَوَّلُ الْأَنْبِيَاءِ قَالَ : آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قُلْتُ : ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ : وَبَيْنَهُمَا عَشَرَةُ قُرُونٍ " وَهَذَا ظَاهِرٌ فِي أَنَّ
إِدْرِيسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ
وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّ مَوْلِدَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ بَعْدَ وَفَاةِ ءَادَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمِائَةٍ وَسِتَّةٍ وَعِشْرِينَ عَامًا. وَذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ هُنَا قِيلَ لِأَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ إِنْعَامَهُ عَلَى خَلِيلِهِ مِنْ جِهَةِ الْفَرْعِ ثَنَّى بِذِكْرِ إِنْعَامِهِ عَلَيْهِ مِنْ جِهَةِ الْأَصْلِ؛ فَإِنَّ شَرَفَ الْوَالِدِ سَارَ إِلَى الْوَلَدِ، وَقِيلَ : إِنَّمَا ذَكَرَهُ سُبْحَانَهُ لِأَنَّ قَوْمَهُ عَبَدُوا الْأَصْنَامَ فَذَكَرَهُ لِيَكُونَ لَهُ بِهِ أُسْوَةً، وَأَمَّا أَنَّهُ ذُكِرَ لِمَا مَرَّ فَلَا دَلَالَةَ عَلَى عَلَاقَةِ الْأُبُوَّةِ لِيُقْبَلَ، وَدَلَالَةُ (مِنْ قَبْلُ) عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ ظَاهِرَةٍ. وَقَنَعَ بَعْضُهُمْ بِالشُّهْرَةِ عَنْ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ الضَّمِيرُ عِنْدَ جَمْعٍ
لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَنَّ مَسَاقَ النَّظْمِ الْجَلِيلِ لِبَيَانِ شُئُونِهِ
[ ص: 212 ] وَمَا مَنَّ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ عَلَيْهِ مِنْ إِيتَاءِ الْحُجَّةِ، وَرَفْعِ الدَّرَجَاتِ، وَهِبَةِ الْأَوْلَادِ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِبْقَاءِ هَذِهِ الْكَرَامَةِ فِي نَسْلِهِ؛ كُلُّ ذَلِكَ لِإِلْزَامِ مَنْ يَنْتَمِي إِلَى مِلَّتِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَالْيَهُودِ ، وَاخْتَارَ آخَرُونَ كَوْنَهُ
لِنُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِأَنَّهُ أَقْرَبُ، وَلِأَنَّهُ ذَكَرَ فِي الْجُمْلَةِ (لُوطًا) عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَيْسَ مِنْ ذُرِّيَّةِ
إِبْرَاهِيمَ بَلْ كَانَ ابْنَ أَخِيهِ -كَمَا سَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- آمَنَ بِهِ وَشَخَصَ مَعَهُ مُهَاجِرًا إِلَى الشَّامِ فَأَرْسَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى أَهْلِ سَدُومَ، وَكَذَلِكَ يُونُسُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَكُنْ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ -فِيمَا ذَكَرَ مُحْيِي السُّنَّةِ- فَلَوْ كَانَ الضَّمِيرُ لَهُ لَاخْتُصَّ بِالْمَعْدُودِينَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَالَّتِي بَعْدَهَا، وَأَمَّا الْمَذْكُورُونَ فِي الْآيَةِ الثَّالِثَةِ فَعُطِفَ عَلَى (نُوحًا) وَلَا يَجِبُ أَنْ يُعْتَبَرَ فِي الْمَعْطُوفِ مَا هُوَ قَيْدٌ فِي الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ، وَلَا يَضُرُّ ذِكْرُ
إِسْمَاعِيلَ هُنَاكَ وَإِنْ كَانَ مِنْ ذُرِّيَّةِ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ لِأَنَّ السُّكُوتَ عَنْ إِدْرَاجِهِ فِي الذُّرِّيَّةِ لَا يَقْتَضِي أَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُمْ وَإِنَّمَا لَمْ يَعُدْ -كَمَا قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ- : فِي مَوْهِبَتِهِ كَإِسْحَقَ لِأَنَّ هِبَةَ إِسْحَقَ كَانَتْ فِي كِبَرِهِ وَكِبَرِ زَوْجَتِهِ فَكَانَتْ فِي غَايَةِ الْغَرَابَةِ، وَذَكَرَ يَعْقُوبَ لِأَنَّ إِبْقَاءَ النُّبُوَّةِ بَطْنًا بَعْدَ بَطْنٍ غَايَةُ النِّعْمَةِ، وَلَمْ يَعْطِفْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84كُلا هَدَيْنَا لِأَنَّهُ مُؤَكِّدٌ لِكَوْنِهِ نِعْمَةً
وَمِنَ النَّاسِ مَنِ ادَّعَى أَنَّ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ ذُرِّيَّةِ
إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصُرِّحَ فِي جَامِعِ الْأُصُولِ أَنَّهُ كَانَ مَنَ الْأَسْبَاطِ فِي زَمَنِ شِعْيَا، وَحِينَئِذٍ يَبْقَى لُوطٌ فَقَطْ خَارِجًا وَلَا يُتْرَكُ لَهُ إِرْجَاعُ الضَّمِيرِ عَلَى إِبْرَاهِيمَ؛ وَجَعَلَهُ مُخْتَصًّا بِالْمَعْدُودِينَ فِي الْآيَاتِ الثَّلَاثِ لِأَنَّهُ لَمَّا كَانَ ابْنُ أَخِيهِ آمَنَ بِهِ وَهَاجَرَ مَعَهُ أَمْكَنَ أَنْ يُجْعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّغْلِيبِ كَمَا قَالَ
الطِّيبِيُّ. وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّ هَؤُلَاءِ الْأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ كُلُّهُمْ مُضَافُونَ إِلَى ذُرِّيَّةِ
إِبْرَاهِيمَ وَإِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَلْحَقْهُ بِوِلَادَةٍ مِنْ قِبَلِ أُمٍّ وَلَا أَبٍ لِأَنَّ
لُوطًا ابْنُ أَخِي
إِبْرَاهِيمَ وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الْعَمَّ أَبًا؛ كَمَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ أَبْنَاءِ يَعْقُوبَ أَنَّهُمْ قَالُوا:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=133نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ مَعَ أَنَّ
إِسْمَاعِيلَ عَمُّ يَعْقُوبَ. وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ مُتَعَلِّقٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ مَفْهُومٍ مِمَّا سَبَقَ، وَقِيلَ : بِمَحْذُوفٍ وَقَعَ حَالًا مِنَ الْمَذْكُورِينَ فِي الْآيَةِ، وَاخْتِيرَ الْأَوَّلُ أَيْ وَهَدَيْنَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84دَاوُدَ هُوَ -كَمَا قَالَ
الْجَلَالُ السُّيُوطِيُّ- : ابْنُ إِيشَا بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّةِ وَبِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ ابْنِ عَوْبَرِ بِمُهْمَلَةٍ وَمُوَحَّدَةٍ بِوَزْنِ
جَعْفَرٍ ابْنِ عَابَرَ بِمُوَحَّدَةٍ وَمُهْمَلَةٍ مَفْتُوحَةٍ ابْنِ سَلَمُونَ بْنِ يَخِيثُونَ بْنِ عَمِيِّ بْنِ يَارِبَ بِتَحْتِيَّةٍ وَآخِرُهُ بَاءٌ مُوَحَّدَةٌ ابْنِ رَامَ بْنِ حَضْرَمَوْتَ بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ مُعْجَمَةٍ بْنِ فَارِصَ بِفَاءٍ وَآخِرُهُ مُهْمَلَةٌ بْنِ يَهُوذَا بْنِ يَعْقُوبَ
قَالَ كَعْبٌ : كَانَ أَحْمَرَ الْوَجْهِ سِبْطَ الرَّأْسِ أَبْيَضَ الْجِسْمِ طَوِيلَ اللِّحْيَةِ فِيهَا جُعُودَةٌ حَسَنَ الصَّوْتِ وَالْخَلْقِ، وَجُمِعَ لَهُ بَيْنَ النُّبُوَّةِ وَالْمُلْكِ. وَنَقَلَ
النَّوَوِيُّ عَنِ الْمُؤَرِّخِينَ أَنَّهُ عَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ، وَمُدَّةُ مِلْكِهِ مِنْهَا أَرْبَعُونَ، وَلَهُ اثْنَا عَشَرَ ابْنًا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَسُلَيْمَانَ وَلَدُهُ. قَالَ كَعْبٌ : كَانَ أَبْيَضَ جَسِيمًا وَسِيمًا وَضِيئًا جَمِيلًا خَاشِعًا مُتَوَاضِعًا وَكَانَ أَبُوهُ يُشَاوِرُهُ فِي كَثِيرٍ مِنْ أُمُورِهِ فِي صِغَرِ سِنِّهِ لِوُفُورِ عَقْلِهِ وَعَلْمِهِ. وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُ مَلَكَ الْأَرْضَ. وَعَنِ الْمُؤَرِّخِينَ أَنَّهُ مُلِّكَ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَابْتَدَأَ بِنَاءَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ بَعْدَ مُلْكِهِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ، وَتُوفِّيَ وَلَهُ ثَلَاثٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً. وَتَقْدِيمُ الْمَفْعُولِ الصَّرِيحِ لِلِاهْتِمَامِ بِشَأْنِهِ مَعَ مَا فِي الْمَفَاعِيلِ مِنْ نَوْعِ طُولٍ رُبَّمَا يُخِلُّ تَأْخِيرُهُ بِتَجَاوُبِ النَّظْمِ الْكَرِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَأَيُّوبَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : هُوَ ابْنُ مُوصَ بْنِ رُومَ بْنِ عِيصَ بْنِ إِسْحَقَ، وَقِيلَ : ابْنُ مُوصَ بْنِ تَارَخَ بْنِ رُومَ إِلَخْ وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ أَنَّ أُمَّهُ بِنْتُ
لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَأَنَّ أَبَاهُ مِمَّنْ آمنَ
بِإِبْرَاهِيمَ فَهُوَ قَبْلَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ: إِنَّهُ كَانَ بَعْدَ
شُعَيْبٍ، وَقَالَ
[ ص: 213 ] ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ كَانَ بَعْدَ
سُلَيْمَانَ ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ أَنَّ مُدَّةَ عُمُرِهِ كَانَتْ ثَلَاثًا وَتِسْعِينَ سَنَةً،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَيُوسُفَ وَهُوَ عَلَى الصَّحِيحِ الْمَشْهُورِ ابْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَيَشْهَدُ لَهُ مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا
إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. عَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً. وَفِيهِ سِتُّ لُغَاتٍ بِتَثْلِيثِ السِّينِ مَعَ الْيَاءِ وَالْهَمْزَةِ، وَالصَّوَابُ أَنَّهُ أَعْجَمِيٌّ لَا اشْتِقَاقَ لَهُ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَمُوسَى وَهُوَ ابْنُ عِمْرَانَ بْنِ يَصْهَرَ بْنِ مَاهِيثَ بْنِ لَاوِي بْنِ يَعْقُوبَ، وَلَا خِلَافَ فِي نَسَبِهِ وَهُوَ اسْمٌ سُرْيَانِيٌّ
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11868أَبُو الشَّيْخِ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ : إِنَّمَا سُمِّيَ
مُوسَى لِأَنَّهُ أُلْقِيَ بَيْنَ شَجَرٍ وَمَاءٍ فَالْمَاءُ بِالْقِبْطِيَّةِ مُو وَالشَّجَرُ شَا، وَفِي الصَّحِيحِ وَصْفُهُ بِأَنَّهُ آدَمُ طُوَالٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَعَاشَ -كَمَا قَالَ الثَّعْلَبِيُّ- مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَهَارُونَ أَخُوهُ وَشَقِيقُهُ، وَقِيلَ : لِأُمِّهِ، وَقِيلَ : لِأَبِيهِ فَقَطْ حَكَاهُمَا
الْكِرْمَانِيُّ فِي عَجَائِبِهِ مَاتَ قَبْلَ
مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَكَانَ وُلِدَ قَبْلَهُ بِسَنَةٍ، وَفِي بَعْضِ أَحَادِيثِ الْإِسْرَاءِ
صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ فَإِذَا أَنَا بَهَرُونِ وَنِصْفُ لِحْيَتِهِ أَبْيَضُ وَنِصْفُهَا أَسْوَدُ تَكَادُ تَضْرِبُ سُرَّتَهُ مِنْ طُولِهَا فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ : الْمُحَبَّبُ فِي قَوْمِهِ هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ ، وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ مَعْنَى
هَارُونَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ الْمُحَبَّبِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=84وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
84
- قِيلَ : أَيْ نَجْزِيهِمْ مِثْلَ مَا جَزَيْنَا
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِرَفْعِ دَرَجَاتِهِ وَكَثْرَةِ أَوْلَادِهِ وَالنُّبُوَّةِ فِيهِمْ، وَالْمُرَادُ مُطْلَقُ الْمُشَابَهَةِ فِي مُقَابَلَةِ الْإِحْسَانِ بِالْإِحْسَانِ وَالْمَكَانَاتِ بَيْنَ الْأَعْمَالِ وَالْأَجْزِيَةِ مِنْ غَيْرِ بَخْسٍ لَا الْمُمَاثَلَةِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ لِأَنَّ اخْتِصَاصَ
إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَثْرَةِ النُّبُوَّةِ فِي عَقِبِهِ أَمْرٌ مَشْهُورٌ
وَاخْتَارَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ كَوْنَ التَّشْبِيهِ عَلَى حَدِّ مَا تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا وَنَظَائِرِهِ، وَأَلْ فِي (الْمُحْسِنِينَ) لِلْعَهْدِ، وَالْإِظْهَارُ فِي مَوْضِعِ الْإِضْمَارِ لِلثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ بِالْإِحْسَانِ الَّذِي هُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الْإِتْيَانِ بِالْأَعْمَالِ عَلَى الْوَجْهِ اللَّائِقِ الَّذِي هُوَ حُسْنُهَا الْوَصْفِيُّ الْمُقَارِنُ لِحُسْنِهَا الذَّاتِيِّ وَقَدْ فَسَّرَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ، وَالْجُمْلَةُ اعْتِرَاضٌ مُقَرِّرٌ لِمَا قَبْلَهَا