nindex.php?page=treesubj&link=29690_30349_30351_34100_34101_34131_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94ولقد جئتمونا للحساب
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94فرادى أي منفردين عن الأعوان والأوثان التي زعمتم أنها شفعاؤكم أو عن الأموال والأولاد وسائر ما آثرتموه من الدنيا، أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر وغيرهما عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة قال : قال
النضر بن الحرث سوف تشفع لي اللات والعزى فنزلت. والجملة على ما ذهب إليه بعض المحققين مستأنفة من كلامه تعالى ولا ينافي قوله تعالى : (ولا يكلمهم) لأن المراد نفي تكليمهم بما ينفعهم أو لأنه كناية عن الغضب، وقيل : معطوفة على قول الملائكة (أخرجوا) إلخ وهي من جملة كلامهم وفيه بعد وإن ظنه الإمام أولى وأقوى. ونصب
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94فرادى على الحال من ضمير الفاعل وهو جمع فرد على خلاف القياس كأنه جمع فردان كسكران على ما في الصحاح، والألف للتأنيث ككسالى، والراء في فرده مفتوحة عند صاحب الدر المصون، وحكي بصيغة التمريض سكونها، ونقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب أنه جمع فريد كأسير وأسارى، وفي القاموس يقال : جاءوا أفرادا وفرادا وفرادى وفراد وفراد وفردى كسكرى أي واحدا بعد واحد والواحد فرد وفرد وفريد وفردان، ولا يجوز فرد في هذا المعنى ولعل هذا بعيد الإرادة في الآية، وقرئ فرادا كرخال المضموم الراء وفراد كأحاد ورباع في كونه صفة معدولة ولا يرد أن مجيء هذا الوزن المعدول مخصوص بالعدد بل ببعض كلماته كما نص عليه
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء وغيره من عدم الاختصاص، نعم هو شائع فيما ذكر وفردى كسكرى تأنيث فردان، والتأنيث لجمع ذي الحال
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94كما خلقناكم أول مرة بدل من فرادى بدل كل لأن المراد المشابهة في الانفراد المذكور والكاف اسم بمعنى مثل أي مثل الهيئة التي ولدتم عليها في الانفراد ويجوز أن يكون حالا ثانية على رأي من يجوز تعدد الحال من غير عطف وهو الصحيح أو حالا من الضمير في فرادى فهي حال مترادفة أو متداخلة؛ والتشبيه
[ ص: 225 ] أيضا في الانفراد، ويحتمل أن يكون باعتبار ابتداء الخلقة أي مشبهين ابتداء خلقكم بمعنى شبيهة حالكم حال ابتداء خلقكم حفاة عراة غرلا بهما، وجوز أن يكون صفة مصدر (جئتمونا) أي مجيئا كخلقنا لكم
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم وصححه
nindex.php?page=hadith&LINKID=855824عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قرأت هذه الآية فقالت : يا رسول الله واسوأتاه إن النساء والرجال سيحشرون جميعا ينظر بعضهم إلى سوأة بعض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، لا ينظر الرجال إلى النساء ولا النساء إلى الرجال شغل بعضهم عن بعض" nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وتركتم ما خولناكم أي ما أعطيناكم في الدنيا من المال والخدم وهو متضمن للتوبيخ أي فشغلتم به عن الآخرة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وراء ظهوركم ما قدمتم منه شيئا لأنفسكم، أخرج عبد بن حميد
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن قال : يؤتى بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج فيقول له تبارك وتعالى : أين ما جمعت؟ فيقول : يا رب جمعته وتركته أوفر ما كان فيقول : أين ما قدمت لنفسك فلا يراه قدم شيئا، وتلا هذه الآية، والجملة قيل مستأنفة أو حال بتقدير قد،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وما نرى أي نبصر وهو على ما نص عليه
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء حكاية حال وبه يتعلق قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94معكم وليس حالا من مفعول (نرى) أعني قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94شفعاءكم ولا مفعولا ثانيا، والرؤية علمية، وإضافة الشفعاء إلى ضمير المخاطبين باعتبار الزعم كما يفصح عنه وصفهم بقوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94الذين زعمتم في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94أنهم فيكم شركاء أي شركاء لله تعالى في ربوبيتكم واستحقاق عبادتكم، والزعم هنا نص في الباطل وجاء استعماله في الحق كما تقدمت الإشارة إليه، ومن ذلك قوله : تقول هلكنا إن هلكت وإنما على الله أرزاق العباد كما زعم (لقد تقطع بينكم) بنصب –بين- وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم، واختلف في تخريج ذلك، فقيل : الكلام على إضمار الفاعل لدلالة ما قبل عليه أي تقطع الأمر أو الوصل بينكم، وقيل: أن الفاعل ضمير المصدر، وتعقبه
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان بأنه غير صحيح لأن شرط إفادة الإسناد مفقودة فيه وهو تغاير الحكم والمحكوم عليه، ولذلك لا يجوز قام ولا جلس وأنت تريد قام هو أي القيام وجلس هو أي الجلوس
ورد بأنه سمع بدا بداء وقد قدروا في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=35ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه بدا البداء
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14486السفاقسي: إن من جعل الفاعل ضمير المصدر قال : المراد - وقع التقطيع والتغاير - حاصل بهذا الاعتبار ولوسلم فالتقطع المعتبر مرجعا معرف بلام الجنس و (تقطع) منكر فكيف يقال اتحد الحكم والمحكوم عليه
ولا يخفى أن القول بالتأويل متعين على هذا التقدير لأنه إذا تقطع التقطع حصل الوصل وهو ضد المقصود وقيل : إن (بين) هو الفاعل وبقي على حاله منصوبا حملا له على أغلب أحواله وهو مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش ، وقيل : إنه بني لإضافته إلى مبني، وقيل غير ذلك
واختار
nindex.php?page=showalam&ids=11992أبو حيان أن الكلام من باب التنازع سلط على (ما كنتم تزعمون. تقطع) وضل عنكم فأعمل الثاني وهو ضل، وأضمر في تقطع ضميره، والمراد بذلك الأصنام والمعنى لقد تقطع بينكم ما كنتم تزعمون وضلوا عنكم؛ كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=166وتقطعت بهم الأسباب أي لم يبق اتصال بينكم وبين ما كنتم تزعمون أنهم شركاء فعبدتموهم
[ ص: 226 ] وقرأ باقي السبعة (بينكم) بالرفع على الفاعلية وهو من الأضداد كالقرء يستعمل في الوصل والفصل، والمراد به هنا الوصل أي تقطع وصلكم وتفرق جمعكم، وطعن
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية في هذا بأنه لم يسمع من
العرب أن البين بمعنى الوصل وإنما انتزع من هذه الآية. وأجيب بأنه معنى مجازي ولا يتوقف على السماع لأن -بين- يستعمل بين الشيئين المتلابسين نحو بيني وبينك رحم وصداقة وشركة فصار لذلك بمعنى الوصلة. على أنه لو قيل بأنه حقيقة في ذلك لم يبعد فإن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبا عمرو وأبا عبيدة وابن جني nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج وغيرهم من أئمة اللغة نقلوه وكفى بهم سندا فيه فكونه منتزعا من هذه الآية غير مسلم، وعليه فيكون مصدرا لا ظرفا. وقيل: إن (بين) هنا ظرف لكنه أسند إليه الفعل على سبيل الاتساع
وقرأ
عبد الله (لقد تقطع ما بينكم) وما فيه موصوفة أو موصولة
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وضل عنكم وضاع وبطل
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94ما كنتم تزعمون
94
- أنها شفعاؤكم أو أنها شركاء لله تعالى فيكم أو أن لا بعث ولا جزاء
nindex.php?page=treesubj&link=29690_30349_30351_34100_34101_34131_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا لِلْحِسَابِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94فُرَادَى أَيْ مُنْفَرِدِينَ عَنِ الْأَعْوَانِ وَالْأَوْثَانِ الَّتِي زَعَمْتُمْ أَنَّهَا شُفَعَاؤُكُمْ أَوْ عَنِ الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَسَائِرِ مَا آثَرْتُمُوهُ مِنَ الدُّنْيَا، أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُمَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ قَالَ : قَالَ
النَّضْرُ بْنُ الْحَرْثِ سَوْفَ تَشْفَعُ لِيَ اللَّاتُ وَالْعُزَّى فَنَزَلَتْ. وَالْجُمْلَةُ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ مُسْتَأْنَفَةٌ مِنْ كَلَامِهِ تَعَالَى وَلَا يُنَافِي قَوْلَهُ تَعَالَى : (وَلَا يُكَلِّمُهُمْ) لِأَنَّ الْمُرَادَ نَفْيُ تَكْلِيمِهِمْ بِمَا يَنْفَعُهُمْ أَوْ لِأَنَّهُ كِنَايَةٌ عَنِ الْغَضَبِ، وَقِيلَ : مَعْطُوفَةٌ عَلَى قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ (أَخْرِجُوا) إِلَخْ وَهِيَ مِنْ جُمْلَةِ كَلَامِهِمْ وَفِيهِ بُعْدٌ وَإِنْ ظَنَّهُ الْإِمَامُ أَوْلَى وَأَقْوَى. وَنَصْبُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94فُرَادَى عَلَى الْحَالِ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ وَهُوَ جَمْعُ فَرْدٍ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ كَأَنَّهُ جَمْعُ فَرْدَانَ كَسَكْرَانَ عَلَى مَا فِي الصِّحَاحِ، وَالْأَلِفُ لِلتَّأْنِيثِ كَكُسَالَى، وَالرَّاءُ فِي فَرْدِهِ مَفْتُوحَةٌ عِنْدَ صَاحِبِ الدُّرِّ الْمَصُونِ، وَحُكِيَ بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ سُكُونُهَا، وَنُقِلَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبِ أَنَّهُ جَمْعُ فَرِيدٍ كَأَسِيرٍ وَأُسَارَى، وَفِي الْقَامُوسِ يُقَالُ : جَاءُوا أَفْرَادًا وَفُرَادًا وَفُرَادَى وَفَرَادُ وَفُرَادُ وَفَرْدَى كَسَكْرَى أَيْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ وَالْوَاحِدُ فَرَدٌ وَفَرِدٌ وَفَرِيدٌ وَفَرْدَانُ، وَلَا يَجُوزُ فَرْدٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى وَلَعَلَّ هَذَا بُعَيْدَ الْإِرَادَةِ فِي الْآيَةِ، وَقُرِئَ فُرَادًا كَرُخَالٍ الْمَضْمُومِ الرَّاءِ وَفُرَادَ كَأُحَادَ وَرُبَاعَ فِي كَوْنِهِ صِفَةً مَعْدُولَةً وَلَا يَرِدُ أَنَّ مَجِيءَ هَذَا الْوَزْنِ الْمَعْدُولِ مَخْصُوصٌ بِالْعَدَدِ بَلْ بِبَعْضِ كَلِمَاتِهِ كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ مِنْ عَدَمِ الِاخْتِصَاصِ، نَعَمْ هُوَ شَائِعٌ فِيمَا ذُكِرَ وَفَرْدَى كَسَكْرَى تَأْنِيثُ فَرْدَانَ، وَالتَّأْنِيثُ لِجَمْعِ ذِي الْحَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَدَلٌ مِنْ فُرَادَى بَدَلُ كُلٍّ لِأَنَّ الْمُرَادَ الْمُشَابَهَةُ فِي الِانْفِرَادِ الْمَذْكُورِ وَالْكَافُ اسْمٌ بِمَعْنَى مِثْلٍ أَيْ مِثْلَ الْهَيْئَةِ الَّتِي وُلِدْتُمْ عَلَيْهَا فِي الِانْفِرَادِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ حَالًا ثَانِيَةً عَلَى رَأْيِ مَنْ يُجَوِّزُ تَعَدُّدَ الْحَالِ مِنْ غَيْرِ عَطْفٍ وَهُوَ الصَّحِيحُ أَوْ حَالًا مِنَ الضَّمِيرِ فِي فُرَادَى فَهِيَ حَالٌ مُتَرَادِفَةٌ أَوْ مُتَدَاخِلَةٌ؛ وَالتَّشْبِيهُ
[ ص: 225 ] أَيْضًا فِي الِانْفِرَادِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ بِاعْتِبَارِ ابْتِدَاءِ الْخِلْقَةِ أَيْ مُشَبَّهِينَ ابْتِدَاءَ خَلْقِكُمْ بِمَعْنَى شَبِيهَةِ حَالِكُمْ حَالَ ابْتِدَاءِ خَلْقِكُمْ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا بِهِمَا، وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ صِفَةَ مَصْدَرِ (جِئْتُمُونَا) أَيْ مَجِيئًا كَخَلْقِنَا لَكُمْ
أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14070وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=855824عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا أَنَّهَا قَرَأَتْ هَذِهِ الْآيَةَ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاسَوْأَتَاهُ إِنَّ النِّسَاءَ وَالرِّجَالَ سَيُحْشَرُونَ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ، لَا يَنْظُرُ الرِّجَالُ إِلَى النِّسَاءِ وَلَا النِّسَاءُ إِلَى الرِّجَالِ شُغِلَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ" nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ أَيْ مَا أَعْطَيْنَاكُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْمَالِ وَالْخَدَمِ وَهُوَ مُتَضَمِّنٌ لِلتَّوْبِيخِ أَيْ فَشُغِلْتُمْ بِهِ عَنِ الْآخِرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ مَا قَدَّمْتُمْ مِنْهُ شَيْئًا لِأَنْفُسِكُمْ، أَخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ
nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ قَالَ : يُؤْتَى بِابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ بَذَجٌ فَيَقُولُ لَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَيْنَ مَا جَمَعْتَ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ جَمَعْتُهُ وَتَرَكْتُهُ أَوْفَرَ مَا كَانَ فَيَقُولُ : أَيْنَ مَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ فَلَا يَرَاهُ قَدَّمَ شَيْئًا، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ، وَالْجُمْلَةُ قِيلَ مُسْتَأْنَفَةٌ أَوْ حَالٌ بِتَقْدِيرِ قَدْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وَمَا نَرَى أَيْ نُبْصِرُ وَهُوَ عَلَى مَا نَصَّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ حِكَايَةُ حَالٍ وَبِهِ يَتَعَلَّقُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94مَعَكُمْ وَلَيْسَ حَالًا مِنْ مَفْعُولِ (نَرَى) أَعْنِي قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94شُفَعَاءَكُمُ وَلَا مَفْعُولًا ثَانِيًا، وَالرُّؤْيَةُ عِلْمِيَّةٌ، وَإِضَافَةُ الشُّفَعَاءِ إِلَى ضَمِيرِ الْمُخَاطَبِينَ بِاعْتِبَارِ الزَّعْمِ كَمَا يُفْصِحُ عَنْهُ وَصْفُهُمْ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ أَيْ شُرَكَاءُ لِلَّهِ تَعَالَى فِي رُبُوبِيَّتِكُمْ وَاسْتِحْقَاقِ عِبَادَتِكُمْ، وَالزَّعْمُ هُنَا نَصٌّ فِي الْبَاطِلِ وَجَاءَ اسْتِعْمَالُهُ فِي الْحَقِّ كَمَا تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ : تَقُولُ هَلَكْنَا إِنْ هَلَكَتْ وَإِنَّمَا عَلَى اللَّهِ أَرْزَاقُ الْعِبَادِ كَمَا زَعَمَ (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) بِنَصْبِ –بَيْنَ- وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ وَحَفْصٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ، وَاخْتُلِفَ فِي تَخْرِيجِ ذَلِكَ، فَقِيلَ : الْكَلَامُ عَلَى إِضْمَارِ الْفَاعِلِ لِدَلَالَةِ مَا قَبْلُ عَلَيْهِ أَيْ تَقَطَّعَ الْأَمْرُ أَوِ الْوَصْلُ بَيْنَكُمْ، وَقِيلَ: أَنَّ الْفَاعِلَ ضَمِيرُ الْمَصْدَرِ، وَتَعَقَّبَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ بِأَنَّهُ غَيْرُ صَحِيحٍ لِأَنَّ شَرْطَ إِفَادَةِ الْإِسْنَادِ مَفْقُودَةٌ فِيهِ وَهُوَ تَغَايُرُ الْحُكْمِ وَالْمَحْكُومِ عَلَيْهِ، وَلِذَلِكَ لَا يَجُوزُ قَامَ وَلَا جَلَسَ وَأَنْتَ تُرِيدُ قَامَ هُوَ أَيِ الْقِيَامَ وَجَلَسَ هُوَ أَيِ الْجُلُوسَ
وَرُدَّ بِأَنَّهُ سُمِعَ بَدَا بَدَاءً وَقَدْ قَدَّرُوا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=35ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ بَدَا الْبَدَاءُ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14486السَّفَاقُسِيُّ: إِنَّ مَنْ جَعَلَ الْفَاعِلَ ضَمِيرَ الْمَصْدَرِ قَالَ : الْمُرَادُ - وَقَعَ التَّقْطِيعُ وَالتَّغَايُرُ - حَاصِلٌ بِهَذَا الِاعْتِبَارِ وَلَوَسُلِّمَ فَالتَّقَطُّعُ الْمُعْتَبَرُ مَرْجِعًا مُعَرَّفٌ بِلَامِ الْجِنْسِ و (تَقَطَّعَ) مُنْكَرٌ فَكَيْفَ يُقَالُ اتَّحَدَ الْحُكْمُ وَالْمَحْكُومُ عَلَيْهِ
وَلَا يَخْفَى أَنَّ الْقَوْلَ بِالتَّأْوِيلِ مُتَعَيِّنٌ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ لِأَنَّهُ إِذَا تَقَطَّعَ التَّقَطُّعُ حَصَلَ الْوَصْلُ وَهُوَ ضِدُّ الْمَقْصُودِ وَقِيلَ : إِنَّ (بَيْنَ) هُوَ الْفَاعِلُ وَبَقِيَ عَلَى حَالِهِ مَنْصُوبًا حَمْلًا لَهُ عَلَى أَغْلَبِ أَحْوَالِهِ وَهُوَ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ بُنِيَ لِإِضَافَتِهِ إِلَى مَبْنِيٍّ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ
وَاخْتَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=11992أَبُو حَيَّانَ أَنَّ الْكَلَامَ مِنْ بَابِ التَّنَازُعِ سُلِّطَ عَلَى (مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ. تَقَطَّعَ) وَضَلَّ عَنْكُمْ فَأَعْمَلَ الثَّانِي وَهُوَ ضَلَّ، وَأَضْمَرَ فِي تَقْطَعَ ضَمِيرَهُ، وَالْمُرَادُ بِذَلِكَ الْأَصْنَامُ وَالْمَعْنَى لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ وَضَلُّوا عَنْكُمْ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=166وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ أَيْ لَمْ يَبْقَ اتِّصَالٌ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ شُرَكَاءُ فَعَبَدْتُمُوهُمْ
[ ص: 226 ] وَقَرَأَ بَاقِي السَّبْعَةِ (بَيْنُكُمْ) بِالرَّفْعِ عَلَى الْفَاعِلِيَّةِ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ كَالْقُرْءِ يُسْتَعْمَلُ فِي الْوَصْلِ وَالْفَصْلِ، وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا الْوَصْلُ أَيْ تَقْطَّعَ وَصْلُكُمْ وَتَفَرَّقَ جَمْعُكُمْ، وَطَعَنَ
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابْنُ عَطِيَّةٍ فِي هَذَا بِأَنَّهُ لَمْ يُسْمَعْ مِنَ
الْعَرَبِ أَنَّ الْبَيْنَ بِمَعْنَى الْوَصْلِ وَإِنَّمَا انْتُزِعَ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ. وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ مَعْنًى مَجَازِيٌّ وَلَا يَتَوَقَّفُ عَلَى السَّمَاعِ لِأَنَّ -بَيْنَ- يُسْتَعْمَلُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ الْمُتَلَابِسَيْنِ نَحْوُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ رَحِمٌ وَصَدَاقَةٌ وَشَرِكَةٌ فَصَارَ لِذَلِكَ بِمَعْنَى الْوَصْلَةِ. عَلَى أَنَّهُ لَوْ قِيلَ بِأَنَّهُ حَقِيقَةٌ فِي ذَلِكَ لَمْ يَبْعُدْ فَإِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبَا عَمْرٍو وَأَبَا عُبَيْدَةَ وَابْنَ جِنِّيِّ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجَ وَغَيْرَهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ نَقَلُوهُ وَكَفَى بِهِمْ سَنَدًا فِيهِ فَكَوْنُهُ مُنْتَزَعًا مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ غَيْرُ مُسَلَّمٍ، وَعَلَيْهِ فَيَكُونُ مَصْدَرًا لَا ظَرْفًا. وَقِيلَ: إِنَّ (بَيْنَ) هُنَا ظَرْفٌ لَكِنَّهُ أُسْنِدَ إِلَيْهِ الْفِعْلُ عَلَى سَبِيلِ الِاتِّسَاعِ
وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ (لَقَدْ تَقَطَّعَ مَا بَيْنَكُمْ) وَمَا فِيهِ مَوْصُوفَةٌ أَوْ مَوْصُولَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94وَضَلَّ عَنْكُمْ وَضَاعَ وَبَطَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=94مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ
94
- أَنَّهَا شُفَعَاؤُكُمْ أَوْ أَنَّهَا شُرَكَاءُ لِلَّهِ تَعَالَى فِيكُمْ أَوْ أَنْ لَا بَعْثَ وَلَا جَزَاءَ