nindex.php?page=treesubj&link=30347_30497_30532_30550_32022_34312_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله أي لا تشتموهم ولا تذكروهم
[ ص: 251 ] بالقبيح، والمراد من الموصول إما المشركون على معنى لا تسبوهم من حيث عبادتهم لآلهتهم كأن تقولوا تبا لكم ولما تعبدونه مثلا أو آلهتهم فالآية صريحة في النهي عن سبها، والعائد حينئذ مقدر أي الذين تدعونهم
والتعبير عنها بالذين مبني على زعمهم أنها من أهل العلم أو على تغليب العقلاء منها كالملائكة
والمسيح وعزير عليهم الصلاة والسلام، وقيل : إن سب الآلهة سب لهم؛ كما يقال ضرب الدابة صفع لراكبها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108فيسبوا الله عدوا تجاوزا عن الحق إلى الباطل، ونصبه على أنه حال مؤكدة. وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء أن يكون على أنه مفعول له، وأن يكون على المصدرية من غير لفظ الفعل، و (يسبوا) منصوب على جواب النهي، وقيل : مجزوم على العطف كقولهم : لا تمددها فتشققها
ومعنى سبهم لله عز وجل إفضاء كلامهم إليه كشتمهم له صلى الله عليه وسلم ولمن يأمره، وقد فسر
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108بغير علم بذلك أي فيسبوا الله تعالى بغير علم أنهم يسبونه وإلا فالقوم كانوا يقرون بالله تعالى وعظمته وأن آلهتهم إنما عبدوها لتكون شفعاء لهم عنده سبحانه فكيف يسبونه؟ ويحتمل أن يراد سبهم له عز اسمه صريحا؛ ولا إشكال بناء على أن الغضب والغيظ يحملهم على ذلك ألا ترى أن المسلم قد تحمله شدة غيظه على التكلم بالكفر
ومما شاهدناه أن بعض جهلة العوام أكثر الرافضة سب الشيخين رضي الله تعالى عنهما عنده فغاظه ذلك جدا فسب
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا كرم الله تعالى وجهه فسئل عن ذلك فقال : ما أردت إلا إغاظتهم ولم أر شيئا يغيظهم مثل ذلك فاستتيب عن هذا الجهل العظيم، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب : إن سبهم لله تعالى ليس أنهم يسبونه جل شأنه صريحا ولكن يخوضون في ذكره تعالى ويتمادون في ذلك بالمجادلة ويزدادون في وصفه سبحانه بما ينزه تقدس اسمه عنه، وقد يجعل الإصرار على الكفر والعناد سبا؛ وهو سب فعلي قال الشاعر :
وما كان ذنب بني مالك بأن سب منهم غلاما فسب بأبيض ذي شطب قاطع يقد العظام ويبري العصب
ونبه به على ما قاله الآخر :
ونشتم بالأفعال لا بالتكلم
وقيل : المراد بسب الله تعالى سب الرسول صلى الله عليه وسلم ونظير ذلك من وجه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله الآية. وقرأ
يعقوب (عدوا) يقال : عدا فلان يعدو عدوا وعدوا وعدوانا. أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال :
لما حضر أبا طالب الموت قالت قريش : انطلقوا فلندخل على هذا الرجل فلنأمره أن ينهى عنا ابن أخيه فإنا نستحي أن نقتله بعد موته فتقول العرب : كان يمنعه فلما مات قتلوه، فانطلق nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان وأبو جهل والنضر بن الحرث وأمية nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي ابنا خلف وعقبة بن أبي معيط وعمرو بن العاص والأسود بن البحتري إلى أبي طالب فقالوا: أنت كبيرنا وسيدنا وإن محمدا قد آذانا وآذى آلهتنا فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ولندعنه وإلهه فدعاه فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أبو طالب : هؤلاء قومك وبنو عمك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماذا تريدون؟ قالوا نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك فقال أبو طالب : قد أنصفك قومك فاقبل منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيتكم إن أعطيتكم هذا فهل أنتم معطي كلمة إن تكلمتم بها ملكتم العرب ودانت لكم بها العجم قال أبو جهل: نعم لنعطينكها وأبيك وعشر أمثالها فما هي؟ قال: قولوا: لا إله إلا الله فأبوا واشمأزوا فقال أبو طالب قل غيرها يا ابن أخي فإن قومك قد فزعوا منها فقال صلى الله عليه وسلم : يا عم ما أنا بالذي أقول غيرها ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها فقالوا: لتكفن عن شتمك آلهتنا أو لنشتمنك ولنشتمن من يأمرك. فأنزل الله تعالى هذه الآية [ ص: 252 ] وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=12918وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=13508وابن مردويه عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: قالوا: يا محمد لتنتهين عن سبك آلهتنا أو لنهجون ربك فنهاهم الله تعالى أن يسبوا أوثانهم. وفي رواية عنه أنهم قالوا ذلك عند نزول قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108ولا تسبوا إلخ، واستشكل ذلك بأن وصف آلهتهم بأنها حصب جهنم وبأنها لا تضر ولا تنفع سب لها فكيف نهى عنه بما هنا. وأجيب بأنهم إذا قصدوا بالتلاوة سبهم وغيظهم يستقيم النهي عنها ولا بدع في ذلك كما ينهى عن التلاوة في المواضع المكروهة
وقال في الكشف : المعنى على هذه الرواية لا يقع السب منكم بناء على ما ورد في الآية فيصير سبا لسبهم، وقيل: ما في الآية لا يعد سبا لأنه ذكر المساوئ لمجرد التحقير والإهانة وما فيها إنما ورد للاستدلال على عدم صلوحها للألوهية والمعبودية، وفيه تأمل. وقريب منه ما قيل: إن النهي في الحقيقة إنما هو عن العدول عن الدعوة إلى السب كأنه قيل لا تخرجوا من دعوة الكفار ومحاجتهم إلى أن تسبوا ما يعبدونه من دون الله تعالى فإن ذلك ليس من الحجاج في شيء ويجر إلى سب الله عز وجل.
واستدل بالآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=18290_30492الطاعة إذا أدت إلى معصية راجحة وجب تركها فإن ما يؤدي إلى الشر شر؛ وهذا بخلاف الطاعة في موضع فيه معصية لا يمكن دفعها وكثيرا ما يشتبهان، ولذا لم يحضر
ابن سيرين جنازة اجتمع فيها الرجال والنساء وخالفه
الحسن قائلا: لو تركنا الطاعة لأجل المعصية لأسرع ذلك في ديننا للفرق بينهما
ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشهاب عن
المقدسي في الرمز أن الصحيح عند فقهائنا أنه لا يترك ما يطلب لمقارنة بدعة كترك إجابة دعوة لما فيها من الملاهي وصلاة جنازة لنائحة فإن قدر على المنع منع وإلا صبر، وهذا إذا لم يقتد به وإلا لا يقعد لأن فيه شين الدين. وما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه أنه ابتلي به كان قبل صيرورته إماما يقتدى به. ونقل عن
أبي منصور أنه قال: كيف نهانا الله تعالى عن سب من يستحق السب لئلا يسب من لا يستحقه وقد أمرنا بقتالهم وإذا قاتلناهم قتلونا وقتل المؤمن بغير حق منكر؟ وكذا
nindex.php?page=treesubj&link=32028أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ والتلاوة عليهم وإن كانوا يكذبونه؟ وأنه أجاب بأن سب الآلهة مباح غير مفروض وقتالهم فرض وكذا التبليغ وما كان مباحا ينهى عما يتولد منه ويحدث، وما كان فرضا لا ينهى عما يتولد منه. وعلى هذا يقع الفرق
لأبي حنيفة رضي الله تعالى عنه فيمن قطع يد قاطع قصاصا فمات منه فإنه يضمن الدية لأن استيفاء حقه مباح فأخذ بالمتولد منه،
nindex.php?page=treesubj&link=10245والإمام إذا قطع يد السارق فمات لا يضمن لأنه فرض عليه فلم يؤخذ بالمتولد منه، اهـ. ومن هنا لا تحمل الطاعة فيما تقدم على إطلاقها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108كذلك أي مثل ذلك التزيين القوي
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108زينا لكل أمة من الأمم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108عملهم من الخير والشر بإحداث ما يمكنهم منه ويحملهم عليه توفيقا أو تخذيلا، وجوز أن يراد بكل أمة أمم الكفر إذ الكلام فيهم، وبعملهم شرهم وفسادهم، والمشبه به تزيين سب الله تعالى شأنه لهم، واستدل بالآية على أنه تعالى هو الذي زين للكافر الكفر كما زين للمؤمن الإيمان
وأنكر ذلك
المعتزلة وزين لهم الشيطان أعمالهم فتأولوا الآية لما لا يخفى ضعفه
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108ثم إلى ربهم مالك أمرهم
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108مرجعهم أي رجعوهم ومصيرهم بالبعث بعد الموت
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108فينبئهم من غير تأخير
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108بما كانوا يعملون
108
- في الدنيا على الاستمرار من خير أو شر وذلك بالثواب على الأول والعقاب على الثاني، فالجملة للوعد والوعيد
[ ص: 253 ] وفسر بعضهم (ما) بالسيئات المزينة لهم وقال : إن هذا وعيد بالجزاء والعذاب كقول الرجل لمن يتوعده سأخبرك بما فعلت
nindex.php?page=treesubj&link=30347_30497_30532_30550_32022_34312_34513_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَيْ لَا تَشْتُمُوهُمْ وَلَا تَذْكُرُوهُمْ
[ ص: 251 ] بِالْقَبِيحِ، وَالْمُرَادُ مِنَ الْمَوْصُولِ إِمَّا الْمُشْرِكُونَ عَلَى مَعْنَى لَا تَسُبُّوهُمْ مِنْ حَيْثُ عِبَادَتِهِمْ لِآلِهَتِهِمْ كَأَنْ تَقُولُوا تَبًّا لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَهُ مَثَلًا أَوْ آلِهَتِهِمْ فَالْآيَةُ صَرِيحَةٌ فِي النَّهْيِ عَنْ سَبِّهَا، وَالْعَائِدُ حِينَئِذٍ مُقَدَّرٌ أَيِ الَّذِينَ تَدْعُونَهُمْ
وَالتَّعْبِيرُ عَنْهَا بِالَّذِينِ مَبْنِيٌّ عَلَى زَعْمِهِمْ أَنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَوْ عَلَى تَغْلِيبِ الْعُقَلَاءِ مِنْهَا كَالْمَلَائِكَةِ
وَالْمَسِيحِ وَعُزَيْرٍ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقِيلَ : إِنَّ سَبَّ الْآلِهَةِ سَبٌّ لَهُمْ؛ كَمَا يُقَالُ ضَرْبُ الدَّابَّةِ صَفْعٌ لِرَاكِبِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا تَجَاوُزًا عَنِ الْحَقِّ إِلَى الْبَاطِلِ، وَنَصْبُهُ عَلَى أَنَّهُ حَالٌ مُؤَكِّدَةٌ. وَجَوَّزَ
nindex.php?page=showalam&ids=14803أَبُو الْبَقَاءِ أَنْ يَكُونَ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ لَهُ، وَأَنْ يَكُونَ عَلَى الْمَصْدَرِيَّةِ مِنْ غَيْرِ لَفْظِ الْفِعْلِ، وَ (يَسُبُّوا) مَنْصُوبٌ عَلَى جَوَابِ النَّهْيِ، وَقِيلَ : مَجْزُومٌ عَلَى الْعَطْفِ كَقَوْلِهِمْ : لَا تَمْدُدْهَا فَتَشْقُقْهَا
وَمَعْنَى سَبِّهِمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِفْضَاءُ كَلَامِهِمْ إِلَيْهِ كَشَتْمِهِمْ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِمَنْ يَأْمُرُهُ، وَقَدْ فُسِّرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108بِغَيْرِ عِلْمٍ بِذَلِكَ أَيْ فَيَسُبُّوا اللَّهَ تَعَالَى بِغَيْرِ عِلْمٍ أَنَّهُمْ يَسُبُّونَهُ وَإِلَّا فَالْقَوْمُ كَانُوا يُقِرُّونَ بِاللَّهِ تَعَالَى وَعَظَمَتِهِ وَأَنَّ آلِهَتَهُمْ إِنَّمَا عَبَدُوهَا لِتَكُونَ شُفَعَاءَ لَهُمْ عِنْدَهُ سُبْحَانَهُ فَكَيْفَ يَسُبُّونَهُ؟ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ سَبُّهُمْ لَهُ عَزَّ اسْمُهُ صَرِيحًا؛ وَلَا إِشْكَالَ بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْغَضَبَ وَالْغَيْظَ يَحْمِلُهُمْ عَلَى ذَلِكَ أَلَا تَرَى أَنَّ الْمُسْلِمَ قَدْ تَحْمِلُهُ شِدَّةُ غَيْظِهِ عَلَى التَّكَلُّمِ بِالْكُفْرِ
وَمِمَّا شَاهَدْنَاهُ أَنَّ بَعْضَ جَهَلَةِ الْعَوَامِّ أَكْثَرَ الرَّافِضَةُ سَبَّ الشَّيْخَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا عِنْدَهُ فَغَاظَهُ ذَلِكَ جِدًّا فَسَبَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَى وَجْهَهُ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : مَا أَرَدْتُ إِلَّا إِغَاظَتَهُمْ وَلَمْ أَرَ شَيْئًا يَغِيظُهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ فَاسْتُتِيبَ عَنْ هَذَا الْجَهْلِ الْعَظِيمِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14343الرَّاغِبُ : إِنَّ سَبَّهُمْ لِلَّهِ تَعَالَى لَيْسَ أَنَّهُمْ يَسُبُّونَهُ جَلَّ شَأْنُهُ صَرِيحًا وَلَكِنْ يَخُوضُونَ فِي ذِكْرِهِ تَعَالَى وَيَتَمَادَوْنَ فِي ذَلِكَ بِالْمُجَادَلَةِ وَيَزْدَادُونَ فِي وَصْفِهِ سُبْحَانَهُ بِمَا يُنَزَّهُ تَقَدَّسَ اسْمُهُ عَنْهُ، وَقَدْ يُجْعَلُ الْإِصْرَارُ عَلَى الْكُفْرِ وَالْعِنَادِ سَبًّا؛ وَهُوَ سَبٌّ فِعْلِيٌّ قَالَ الشَّاعِرُ :
وَمَا كَانَ ذَنْبُ بَنِي مَالِكٍ بِأَنْ سَبَّ مِنْهُمْ غُلَامًا فَسُبَّ بِأَبْيَضَ ذِي شَطْبٍ قَاطِعٍ يَقُدُّ الْعِظَامَ وَيَبْرِي الْعَصَبَ
وَنُبِّهَ بِهِ عَلَى مَا قَالَهُ الْآخَرُ :
وَنَشْتُمُ بِالْأَفْعَالِ لَا بِالتَّكَلُّمِ
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِسَبِّ اللَّهِ تَعَالَى سَبُّ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَظِيرُ ذَلِكَ مِنْ وَجْهِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ الْآيَةِ. وَقَرَأَ
يَعْقُوبُ (عُدُوًّا) يُقَالُ : عَدَا فُلَانٌ يَعْدُو عَدْوًا وَعُدُوًّا وَعُدْوَانًا. أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ :
لَمَّا حَضَرَ أَبَا طَالِبٍ الْمَوْتُ قَالَتْ قُرَيْشٌ : انْطَلِقُوا فَلْنَدْخُلْ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ فَلْنَأْمُرْهُ أَنْ يَنْهَى عَنَّا ابْنَ أَخِيهِ فَإِنَّا نَسْتَحِي أَنْ نَقْتُلَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ فَتَقُولُ الْعَرَبُ : كَانَ يَمْنَعُهُ فَلَمَّا مَاتَ قَتَلُوهُ، فَانْطَلَقَ nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ وَأَبُو جَهْلٍ وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَرْثِ وَأُمَيَّةُ nindex.php?page=showalam&ids=34وَأُبَيُّ ابْنَا خَلْفٍ وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَالْأَسْوَدُ بْنُ الْبُحْتُرِيِّ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: أَنْتَ كَبِيرُنَا وَسَيِّدُنَا وَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ آذَانَا وَآذَى آلِهَتَنَا فَنُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَهُ فَتَنْهَاهُ عَنْ ذِكْرِ آلِهَتِنَا وَلَنَدَعَنَّهُ وَإِلَهَهُ فَدَعَاهُ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ : هَؤُلَاءِ قَوْمُكَ وَبَنُو عَمِّكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَاذَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ تَدَعَنَا وَآلِهَتَنَا وَنَدَعَكَ وَإِلَهَكَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ : قَدْ أَنْصَفَكَ قَوْمُكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرَأَيْتُكُمْ إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ هَذَا فَهَلْ أَنْتُمْ مُعْطِيَّ كَلِمَةً إِنْ تَكَلَّمْتُمْ بِهَا مَلَكْتُمُ الْعَرَبَ وَدَانَتْ لَكُمْ بِهَا الْعَجَمُ قَالَ أَبُو جَهْلٍ: نَعَمْ لَنُعْطِيَنَّكَهَا وَأَبِيكَ وَعَشْرَ أَمْثَالِهَا فَمَا هِيَ؟ قَالَ: قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَأَبَوْا وَاشْمَأَزُّوا فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ قُلْ غَيْرَهَا يَا ابْنَ أَخِي فَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ فَزِعُوا مِنْهَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عَمُّ مَا أَنَا بِالَّذِي أَقُولُ غَيْرَهَا وَلَوْ أَتَوْنِي بِالشَّمْسِ فَوَضَعُوهَا فِي يَدِي مَا قُلْتُ غَيْرَهَا فَقَالُوا: لَتَكُفَّنَّ عَنْ شَتْمِكَ آلِهَتَنَا أَوْ لَنَشْتُمَنَّكَ وَلَنَشْتُمَنَّ مَنْ يَأْمُرُكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ [ ص: 252 ] وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=12918وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=13508وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ لِتَنْتَهِيَنَّ عَنْ سَبِّكَ آلِهَتَنَا أَوْ لَنَهْجُوَنَّ رَبَّكَ فَنَهَاهُمُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَسُبُّوا أَوْثَانَهُمْ. وَفِي رِوَايَةٍ عَنْهُ أَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ عِنْدَ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108وَلا تَسُبُّوا إِلَخْ، وَاسْتُشْكِلَ ذَلِكَ بِأَنَّ وَصْفَ آلِهَتِهِمْ بِأَنَّهَا حَصَبُ جَهَنَّمَ وَبِأَنَّهَا لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ سَبٌّ لَهَا فَكَيْفَ نَهَى عَنْهُ بِمَا هُنَا. وَأُجِيبَ بِأَنَّهُمْ إِذَا قَصَدُوا بِالتِّلَاوَةِ سَبَّهُمْ وَغَيْظَهُمْ يَسْتَقِيمُ النَّهْيُ عَنْهَا وَلَا بِدْعَ فِي ذَلِكَ كَمَا يُنْهَى عَنِ التِّلَاوَةِ فِي الْمَوَاضِعِ الْمَكْرُوهَةِ
وَقَالَ فِي الْكَشْفِ : الْمَعْنَى عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ لَا يَقَعُ السَّبُّ مِنْكُمْ بِنَاءً عَلَى مَا وَرَدَ فِي الْآيَةِ فَيَصِيرُ سَبًّا لِسَبِّهِمْ، وَقِيلَ: مَا فِي الْآيَةِ لَا يُعَدُّ سَبًّا لِأَنَّهُ ذَكَرَ الْمَسَاوِئَ لِمُجَرَّدِ التَّحْقِيرِ وَالْإِهَانَةِ وَمَا فِيهَا إِنَّمَا وَرَدَ لِلِاسْتِدْلَالِ عَلَى عَدَمِ صُلُوحِهَا لِلْأُلُوهِيَّةِ وَالْمَعْبُودِيَّةِ، وَفِيهِ تَأَمَّلْ. وَقَرِيبٌ مِنْهُ مَا قِيلَ: إِنَّ النَّهْيَ فِي الْحَقِيقَةِ إِنَّمَا هُوَ عَنِ الْعُدُولِ عَنِ الدَّعْوَةِ إِلَى السَّبِّ كَأَنَّهُ قِيلَ لَا تَخْرُجُوا مِنْ دَعْوَةِ الْكُفَّارِ وَمُحَاجَّتِهِمْ إِلَى أَنْ تَسُبُّوا مَا يَعْبُدُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنَ الْحِجَاجِ فِي شَيْءٍ وَيَجُرُّ إِلَى سَبِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَاسْتُدِلَّ بِالْآيَةِ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18290_30492الطَّاعَةَ إِذَا أَدَّتْ إِلَى مَعْصِيَةٍ رَاجِحَةٍ وَجَبَ تَرْكُهَا فَإِنَّ مَا يُؤَدِّي إِلَى الشَّرِّ شَرٌّ؛ وَهَذَا بِخِلَافِ الطَّاعَةِ فِي مَوْضِعٍ فِيهِ مَعْصِيَةٌ لَا يُمْكِنُ دَفْعُهَا وَكَثِيرًا مَا يَشْتَبِهَانِ، وَلِذَا لَمْ يَحْضُرِ
ابْنُ سِيرِينَ جِنَازَةً اجْتَمَعَ فِيهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ وَخَالَفَهُ
الْحَسَنُ قَائِلًا: لَوْ تَرَكْنَا الطَّاعَةَ لِأَجْلِ الْمَعْصِيَةِ لَأَسْرَعَ ذَلِكَ فِي دِينِنَا لِلْفَرْقِ بَيْنَهُمَا
وَنَقَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=14589الشِّهَابُ عَنِ
الْمَقْدِسِيِّ فِي الرَّمْزِ أَنَّ الصَّحِيحَ عِنْدَ فُقَهَائِنَا أَنَّهُ لَا يَتْرُكُ مَا يَطْلُبُ لِمُقَارَنَةِ بِدْعَةٍ كَتَرْكِ إِجَابَةِ دَعْوَةٍ لِمَا فِيهَا مِنَ الْمَلَاهِي وَصَلَاةِ جِنَازَةٍ لِنَائِحَةٍ فَإِنْ قَدَرَ عَلَى الْمَنْعِ مَنَعَ وَإِلَّا صَبَرَ، وَهَذَا إِذَا لَمْ يُقْتَدْ بِهِ وَإِلَّا لَا يَقْعُدُ لِأَنَّ فِيهِ شَيْنَ الدِّينِ. وَمَا رُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّهُ ابْتُلِيَ بِهِ كَانَ قَبْلَ صَيْرُورَتِهِ إِمَامًا يُقْتَدَى بِهِ. وَنُقِلَ عَنْ
أَبِي مَنْصُورٍ أَنَّهُ قَالَ: كَيْفَ نَهَانَا اللَّهُ تَعَالَى عَنْ سَبِّ مَنْ يَسْتَحِقُّ السَّبَّ لِئَلَّا يُسَبَّ مَنْ لَا يَسْتَحِقُّهُ وَقَدْ أَمَرَنَا بِقِتَالِهِمْ وَإِذَا قَاتَلْنَاهُمْ قَتَلُونَا وَقَتْلُ الْمُؤْمِنَ بِغَيْرِ حَقٍّ مُنْكَرٍ؟ وَكَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=32028أَمَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّبْلِيغِ وَالتِّلَاوَةِ عَلَيْهِمْ وَإِنْ كَانُوا يُكَذِّبُونَهُ؟ وَأَنَّهُ أَجَابَ بِأَنَّ سَبَّ الْآلِهَةِ مُبَاحٌ غَيْرُ مَفْرُوضٍ وَقِتَالَهُمْ فَرْضٌ وَكَذَا التَّبْلِيغَ وَمَا كَانَ مُبَاحًا يُنْهَى عَمَّا يَتَوَلَّدُ مِنْهُ وَيَحْدُثُ، وَمَا كَانَ فَرْضًا لَا يُنْهَى عَمَّا يَتَوَلَّدُ مِنْهُ. وَعَلَى هَذَا يَقَعُ الْفَرْقُ
لِأَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ فِيمَنْ قَطَعَ يَدَ قَاطِعٍ قِصَاصًا فَمَاتَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يَضْمَنُ الدِّيَةَ لِأَنَّ اسْتِيفَاءَ حَقِّهِ مُبَاحٌ فَأُخِذَ بِالْمُتَوَلِّدِ مِنْهُ،
nindex.php?page=treesubj&link=10245وَالْإِمَامُ إِذَا قَطَعَ يَدَ السَّارِقِ فَمَاتَ لَا يَضْمَنُ لِأَنَّهُ فَرْضٌ عَلَيْهِ فَلَمْ يُؤْخَذْ بِالْمُتَوَلِّدِ مِنْهُ، اهـ. وَمَنْ هُنَا لَا تُحْمَلُ الطَّاعَةُ فِيمَا تَقَدَّمَ عَلَى إِطْلَاقِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108كَذَلِكَ أَيْ مِثْلُ ذَلِكَ التَّزْيِينِ الْقَوِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108عَمَلَهُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ بِإِحْدَاثِ مَا يُمَكِّنُهُمْ مِنْهُ وَيَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ تَوْفِيقًا أَوْ تَخْذِيلًا، وَجُوِّزَ أَنْ يُرَادَ بِكُلِّ أُمَّةٍ أُمَمُ الْكُفْرِ إِذِ الْكَلَامُ فِيهِمْ، وَبِعَمَلِهِمْ شَرُّهُمْ وَفَسَادُهُمْ، وَالْمُشَبَّهُ بِهِ تَزْيِينُ سَبِّ اللَّهِ تَعَالَى شَأْنُهُ لَهُمْ، وَاسْتُدِلَّ بِالْآيَةِ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى هُوَ الَّذِي زَيَّنَ لِلْكَافِرِ الْكُفْرَ كَمَا زَيَّنَ لِلْمُؤْمِنِ الْإِيمَانَ
وَأَنْكَرَ ذَلِكَ
الْمُعْتَزِلَةُ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَتَأَوَّلُوا الْآيَةَ لِمَا لَا يَخْفَى ضَعْفُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَالِكِ أَمْرِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108مَرْجِعُهُمْ أَيْ رَجَعُوهُمْ وَمَصِيرُهُمْ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108فَيُنَبِّئُهُمْ مِنْ غَيْرِ تَأْخِيرٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
108
- فِي الدُّنْيَا عَلَى الِاسْتِمْرَارِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ وَذَلِكَ بِالثَّوَابِ عَلَى الْأَوَّلِ وَالْعِقَابِ عَلَى الثَّانِي، فَالْجُمْلَةُ لِلْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ
[ ص: 253 ] وَفَسَّرَ بَعْضُهُمْ (مَا) بِالسَّيِّئَاتِ الْمُزَيَّنَةِ لَهُمْ وَقَالَ : إِنَّ هَذَا وَعِيدٌ بِالْجَزَاءِ وَالْعَذَابِ كَقَوْلِ الرَّجُلِ لِمَنْ يَتَوَعَّدُهُ سَأُخْبِرُكَ بِمَا فَعَلْتَ