قوله تعالى : أولئك يجزون الغرفة فيها وجهان :
أحدهما : أن الغرفة الجنة ، قاله الضحاك .
الثاني : أنها أعلى منازل الجنة وأفضلها كما أن الغرفة أعلى منازل الدنيا ، حكاه ابن شجرة .
بما صبروا فيه وجهان :
أحدهما : بما صبروا عن الشهوات ، قاله الضحاك .
الثاني : بما صبروا على طاعة الله .
ويلقون فيها تحية فيه وجهان :
أحدهما : يعني بقاء دائما .
الثاني : ملكا عظيما .
وسلاما فيه وجهان :
أحدهما : أنها جماع السلامة الخير .
[ ص: 162 ] الثاني : هو أن يحيي بعضهم بعضا بالسلام ، قاله الكلبي . ولأصحاب الخواطر في التحية والسلام وجهان :
أحدهما : التحية على الروح والسلام على الجسد .
الثاني : أن التحية على العقل والسلام على النفس .
قوله تعالى : قل ما يعبأ بكم ربي فيه وجهان :
أحدهما : ما يصنع ، قاله مجاهد ، وابن زيد .
الثاني : ما يبالي ، قاله أبو عمرو بن العلاء .
لولا دعاؤكم فيه وجهان :
أحدهما : لولا عبادتكم وإيمانكم به ، والدعاء العبادة .
الثاني : لولا دعاؤه لكم إلى الطاعة ، قاله مجاهد .
ويحتمل ثالثا : لولا دعاؤكم له إذا مسكم الضر وأصابكم السوء رغبة إليه وخضوعا إليه .
فقد كذبتم فيه وجهان :
أحدهما : كذبتم برسلي .
الثاني : قصرتم عن طاعتي مأخوذ من قولهم قد كذب في الحرب إذا قصر .
لزاما فيه أربعة أوجه :
أحدها : أنه عذاب الدنيا وهو القتل يوم بدر ، قاله ابن مسعود وأبي .
الثاني : عذاب الآخرة في القيامة ، قاله قتادة .
الثالث : أنه الموت ، قاله محمد بن كعب ، ومنه قول الشاعر :
يولي عند حاجتها البشير ولم أجزع من الموت اللزام
الرابع : هو لزوم الحجة في الآخرة على تكذيبهم في الدنيا ، قاله الضحاك ، وأظهر الأوجه أن يكون اللزام الجزاء للزومه ، والله أعلم .


