قوله تعالى : أتبنون بكل ريع فيه ستة تأويلات :
أحدها : أن الريع الطريق ، قاله السدي ، ومنه قول المسيب بن علي:
في الآل يخفضها ويرفعها ريع يلوح كأنه سحل
السحل : الثوب الأبيض ، شبه الطريق به .
الثاني : أنه الثنية الصغيرة ، قاله مجاهد .
الثالث : أنه السوق ، حكاه الكلبي .
الرابع : أنه الفج بين الجبلين ، قاله مجاهد .
الخامس : أنه الجبال ، قاله أبو صخر .
السادس : أنه المكان المشرف من الأرض ، قاله ابن عباس ، قال ذو الرمة:
طراق الخوافي مشرق فوق ريعه ندى ليله في ريشه يترقرق
[ ص: 181 ] آية تعبثون في آية ثلاثة أوجه :
أحدها : البنيان ، قاله مجاهد .
الثاني : الأعلام ، قاله ابن عباس .
الثالث : أبراج الحمام ، حكاه ابن أبي نجيح . وفي العبث قولان :
أحدها : اللهو واللعب ، قاله عطية .
الثاني : أنه عبث العشارين بأموال من يمر بهم ، قاله الكلبي .
قوله تعالى : وتتخذون مصانع فيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : القصور المشيدة ، قاله مجاهد ، ومنه قول الشاعر :
تركنا ديارهم منهم قفارا وهدمنا المصانع والبروجا
الثاني : أنها مآجل الماء تحت الأرض ، قاله قتادة ، ومنه قول لبيد
بلينا وما تبلى النجوم الطوالع وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
الثالث : أنها بروج الحمام ، قاله السدي .
لعلكم تخلدون أي كأنكم تخلدون باتخاذكم هذه الأبنية ، وحكى قتادة : أنها في بعض القراءات : كأنكم خالدون .
قوله تعالى : وإذا بطشتم بطشتم جبارين فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أقوياء ، قاله ابن عباس .
الثاني : هو ضرب السياط ، قاله مجاهد .
[ ص: 182 ] الثالث : هو القتل بالسيف في غير حق ، حكاه يحيى بن سلام .
وقال الكلبي : هو القتل على الغضب .
ويحتمل رابعا : أنه المؤاخذة على العمد والخطأ من غير عفو ولا إبقاء .


