nindex.php?page=treesubj&link=28973_19860_2337_27079_28633_32416_32429_32960nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون nindex.php?page=treesubj&link=28973_2490_2497_2517_2527_27487_28640_34233nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام [ ص: 235 ] مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام بمعنى
nindex.php?page=treesubj&link=2331فرض عليكم الصيام، والصيام من كل شيء الإمساك عنه، ومن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26إني نذرت للرحمن صوما أي صمتا، لأنه إمساك عن الكلام، وذم أعرابي قوما فقال: يصومون عن المعروف ويقصون على الفواحش، وأصله مأخوذ من صيام الخيل، وهو إمساكها عن السير والعلف، قال
النابغة الذبياني: خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
ولذلك قيل لقائم الظهيرة: قد صام النهار، لإبطاء الشمس فيه عن السير، فصارت بالإبطاء كالممسكة عنه، قال الشاعر:
فدعها وسل الهم عنك بجسرة ذمول إذا صام النهار وهجرا
إلا أن
nindex.php?page=treesubj&link=2329الصيام في الشرع: إنما هو إمساك عن محظورات الصيام في زمانه، فجعل الصيام من أوكد عباداته وألزم فروضه، حتى روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655472 (يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك). وإنما
nindex.php?page=treesubj&link=32975_2333اختص الصوم بأنه له، وإن كان كل العبادات له، لأمرين باين الصوم بهما سائر العبادات: أحدهما: أن الصوم منع من ملاذ النفس وشهواتها، ما لا يمنع منه سائر العبادات. والثاني: أن الصوم سر بين العبد وربه لا يظهر إلا له، فلذلك صار مختصا به، وما سواه من العبادات ظاهر، ربما فعله تصنعا ورياء، فلهذا صار أخص بالصوم من غيره.
[ ص: 236 ]
ثم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183كما كتب على الذين من قبلكم وفيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنهم النصارى، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي nindex.php?page=showalam&ids=14355والربيع nindex.php?page=showalam&ids=12309وأسباط. والثاني: أنهم أهل الكتاب، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد. والثالث: أنهم جميع الناس، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة. واختلفوا في موضع التشبيه بين صومنا، وصوم الذين من قبلنا، على قولين: أحدهما: أن التشبيه في حكم الصوم وصفته، لا في عدده لأن اليهود يصومون من العتمة إلى العتمة، ولا يأكلون بعد النوم شيئا، وكان المسلمون على ذلك في أول الإسلام، لا يأكلون بعد النوم شيئا حتى كان من شأن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وأبي قيس بن صرمة ما كان، فأجل الله تعالى لهم الأكل والشرب، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع بن أنس، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=673919 (بين صومنا وصوم أهل الكتاب أكلة السحر) . والقول الثاني: أن التشبيه في عدد الصوم، وفيه قولان: أحدهما: أن النصارى كان الله فرض عليهم صيام ثلاثين يوما كما فرض علينا، فكان ربما وقع في القيظ، فجعلوه في الفصل بين الشتاء والصيف، ثم كفروه بصوم عشرين يوما زائدة، ليكون تمحيصا لذنوبهم وتكفيرا لتبديلهم، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي. والثاني: أنهم اليهود كان عليهم صيام ثلاثة أيام من كل يوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، فكان على ذلك سبعة عشر شهرا إلى أن نسخ بصوم رمضان، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كان أول ما نسخ شأن القبلة والصيام الأول. وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183لعلكم تتقون قولان: أحدهما: لعلكم تتقون ما حرم عليكم في الصيام، من أكل الطعام، وشرب الشراب، ووطء النساء، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16935أبي جعفر الطبري. [ ص: 237 ]
والثاني: معناه أن الصوم سبب يؤول بصاحبه إلى تقوى الله، لما فيه من قهر النفس، وكسر الشهوة، وإذهاب الأشر، وهو معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184أياما معدودات فيها قولان: أحدهما: أنها أيام شهر رمضان التي أبانها من بعد، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى وجمهور المفسرين. والثاني: أنها صيام ثلاثة أيام من كل شهر، كانت مفروضة قبل صيام شهر رمضان، ثم نسخت به، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء، وهي
nindex.php?page=treesubj&link=2544الأيام البيض من كل شهر، وفيها وجهان: أحدهما: أنه الثاني عشر وما يليه. الوجه الثاني: أنها الثالث عشر وما يليه، وهو أظهر الوجهين، لأن أيام الشهر مجزأة عند
العرب عشرة أجزاء، كل جزء منها ثلاثة أيام، تختص باسم، فأولها ثلاث غرر، ثم ثلاث شهب، ثم ثلاث بهر، ثم ثلاث عشر، ثم ثلاث بيض، ثم ثلاث درع، والدرع هو سواد مقدم الشاة، وبياض مؤخرها، فقيل لهذه الثلاث درع، لأن القمر يغيب في أولها، فيصير ليلها درعا، لسواد أوله، وبياض آخره، ثم ثلاث خنس، لأن القمر يخنس فيها، أي يتأخر، ثم ثلاث دهم، وقيل: حنادس لإظلامها، ثم ثلاث فحم، لأن القمر يتفحم فيها، أي يطلع آخر الليل، ثم ثلاث رادي، وهي آخر الشهر، مأخوذة من الرادة، أن تسرع نقل أرجلها حتى تضعها في موضع أيديها. وقد حكى
أبو زيد، nindex.php?page=showalam&ids=12585وابن الأعرابي، أنهم جعلوا للقمر في كل ليلة من ليالي العشر اسما، فقالوا: ليلة عتمة سخيلة حل أهلها برميلة، وابن ليلتين حديث مين مكذب ومبين، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي: كذب ومين، وابن ثلاث قليل اللباث، وابن أربع عتمة ربع لا جائع ولا مرضع، وابن خمس حديث وأنس، وابن ست سر وبت، وابن سبع دلجة الضبع، وابن ثمان قمر إضحيان، وابن تسع انقطع الشسع. وفي رواية غير
أبي زيد: يلتقط فيه الجزع، وابن عشر ثلث الشهر، عن
أبي زيد وعن غيره، ولم يجعل له فيما زاد عن العشر اسما مفردا.
[ ص: 238 ]
واختلفوا في الهلال متى يصير قمرا، فقال قوم: يسمى هلالا لليلتين، ثم يسمى بعدها قمرا، وقال آخرون: يسمى هلالا إلى ثلاث، ثم يسمى بعدها قمرا، وقال آخرون: يسمى هلالا إلى ثلاث، ثم يسمى بعدها قمرا، وقال آخرون: يسمى هلالا حتى يحجر، وتحجيره أن يستدير بخطة دقيقة، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي، وقال آخرون: يسمى هلالا إلى أن يبهر ضوؤه سواد الليل، فإذا بهر ضوؤه يسمى قمرا، وهذا لا يكون إلا في الليلة السابعة. [ثم عدنا إلى تفسير ما بقي من الآية]. قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فمن كان منكم مريضا أو على سفر يعني مريضا لا يقدر مع مرضه على الصيام، أو على سفر يشق عليه في سفره الصيام.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فعدة من أيام أخر فيه قولان: أحدهما: أنه مع وجود السفر، يلزمه القضاء سواء صام في سفره أو أفطر، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=15858داود الظاهري. والثاني: أن في الكلام محذوفا وتقديره: فأفطر فعدة من أيام أخر، ولو صام في مرضه وسفره لم يعد، لكون الفطر بهما رخصة لا حتما، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك، nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة، وجمهور الفقهاء. ثم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين هكذا قرأ أكثر القراء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وعلى الذين يطيقونه فدية ، وتأويلها: وعلى الذين يكلفونه، فلا يقدرون على صيامه لعجزهم عنه، كالشيخ والشيخة والحامل والمرضع، فدية طعام مسكين، ولا قضاء عليهم لعجزهم عنه. وعلى القراءة المشهورة فيها تأويلان: أحدهما: أنها وردت في أول الإسلام، خير الله تعالى بها المطيقين للصيام من الناس كلهم بين أن يصوموا ولا يكفروا، وبين أن يفطروا ويكفروا كل يوم بإطعام مسكين، ثم نسخ ذلك بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185فمن شهد منكم الشهر فليصمه ، وقيل: بل نسخ بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وأن تصوموا خير لكم ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي، nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري، nindex.php?page=showalam&ids=16588وعلقمة، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك. [ ص: 239 ]
والثاني: أن حكمها ثابت، وأن معنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وعلى الذين يطيقونه أي كانوا يطيقونه في حال شبابهم، وإذا كبروا عجزوا عن الصوم لكبرهم أن يفطروا، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي . ثم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فمن تطوع خيرا فهو خير له فيه تأويلان: أحدهما: فمن تطوع بأن زاد على مسكين واحد فهو خير له وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي . والثاني: فمن تطوع بأن صام مع الفدية فهو خير له وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ورواية
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد. ثم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وأن تصوموا خير لكم يحتمل تأويلين: أحدهما: أن
nindex.php?page=treesubj&link=2504الصوم في السفر خير من الفطر فيه والقضاء بعده. والثاني: أن الصوم لمطيقه خير وأفضل ثوابا من التكفير لمن أفطر بالعجز.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184إن كنتم تعلمون يحتمل وجهين: أحدهما: إن كنتم تعلمون ما شرعته فيكم وبينته من دينكم. والثاني: إن كنتم تعلمون فضل أعمالكم وثواب أفعالكم.
nindex.php?page=treesubj&link=28973_19860_2337_27079_28633_32416_32429_32960nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28973_2490_2497_2517_2527_27487_28640_34233nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184أَيَّامًا مَعْدُودَات فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَر فَعِدَّة مِنْ أَيَّامٍ أَخَّرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَة طَعَام [ ص: 235 ] مِسْكِين فَمَنْ تُطَوِّعُ خَيِّرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْر لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ بِمَعْنَى
nindex.php?page=treesubj&link=2331فُرِضَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ، وَالصِّيَامُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ الْإِمْسَاكُ عَنْهُ، وَمِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=26إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا أَيْ صَمْتًا، لِأَنَّهُ إِمْسَاكٌ عَنِ الْكَلَامِ، وَذَمَّ أَعْرَابِيٌّ قَوْمًا فَقَالَ: يَصُومُونَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقُصُّونَ عَلَى الْفَوَاحِشِ، وَأَصْلُهُ مَأْخُوذٌ مِنْ صِيَامِ الْخَيْلِ، وَهُوَ إِمْسَاكُهَا عَنِ السَّيْرِ وَالْعَلَفِ، قَالَ
النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: خَيْلٌ صِيَامٌ وَخَيْلٌ غَيْرُ صَائِمَةٍ تَحْتَ الْعَجَاجِ وَأُخْرَى تَعْلُكُ اللُّجُمَا
وَلِذَلِكَ قِيلَ لِقَائِمِ الظَّهِيرَةِ: قَدْ صَامَ النَّهَارُ، لِإِبْطَاءِ الشَّمْسِ فِيهِ عَنِ السَّيْرِ، فَصَارَتْ بِالْإِبْطَاءِ كَالْمُمْسِكَةِ عَنْهُ، قَالَ الشَّاعِرُ:
فَدَعْهَا وَسُلَّ الْهَمَّ عَنْكَ بِجَسْرَةٍ ذَمُولٍ إِذَا صَامَ النَّهَارُ وَهَجَّرَا
إِلَّا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=2329الصِّيَامَ فِي الشَّرْعِ: إِنَّمَا هُوَ إِمْسَاكٌ عَنْ مَحْظُورَاتِ الصِّيَامِ فِي زَمَانِهِ، فَجَعَلَ الصِّيَامَ مِنْ أَوْكَدِ عِبَادَاتِهِ وَأَلْزَمِ فُرُوضِهِ، حَتَّى رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655472 (يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ). وَإِنَّمَا
nindex.php?page=treesubj&link=32975_2333اخْتَصَّ الصَّوْمَ بِأَنَّهُ لَهُ، وَإِنْ كَانَ كُلُّ الْعِبَادَاتِ لَهُ، لِأَمْرَيْنِ بَايَنَ الصَّوْمُ بِهِمَا سَائِرَ الْعِبَادَاتِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ الصَّوْمَ مَنْعٌ مِنْ مَلَاذِّ النَّفْسِ وَشَهَوَاتِهَا، مَا لَا يَمْنَعُ مِنْهُ سَائِرُ الْعِبَادَاتِ. وَالثَّانِي: أَنَّ الصَّوْمَ سِرٌّ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ لَا يَظْهَرُ إِلَّا لَهُ، فَلِذَلِكَ صَارَ مُخْتَصًّا بِهِ، وَمَا سِوَاهُ مِنَ الْعِبَادَاتِ ظَاهِرٌ، رُبَّمَا فَعَلَهُ تَصَنُّعًا وَرِيَاءً، فَلِهَذَا صَارَ أَخَصَّ بِالصَّوْمِ مِنْ غَيْرِهِ.
[ ص: 236 ]
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: أَنَّهُمُ النَّصَارَى، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=14355وَالرَّبِيعِ nindex.php?page=showalam&ids=12309وَأَسْبَاطٍ. وَالثَّانِي: أَنَّهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ. وَالثَّالِثُ: أَنَّهُمْ جَمِيعُ النَّاسِ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ. وَاخْتَلَفُوا فِي مَوْضِعِ التَّشْبِيهِ بَيْنَ صَوْمِنَا، وَصَوْمِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا، عَلَى قَوْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ التَّشْبِيهَ فِي حُكْمِ الصَّوْمِ وَصِفَتِهِ، لَا فِي عَدَدِهِ لِأَنَّ الْيَهُودَ يَصُومُونَ مِنَ الْعَتَمَةِ إِلَى الْعَتَمَةِ، وَلَا يَأْكُلُونَ بَعْدَ النَّوْمِ شَيْئًا، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى ذَلِكَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، لَا يَأْكُلُونَ بَعْدَ النَّوْمِ شَيْئًا حَتَّى كَانَ مِنْ شَأْنِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَبِي قَيْسِ بْنِ صِرْمَةَ مَا كَانَ، فَأَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمُ الْأَكْلَ وَالشُّرْبَ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=673919 (بَيْنَ صَوْمِنَا وَصَوْمِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ) . وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ التَّشْبِيهَ فِي عَدَدِ الصَّوْمِ، وَفِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ النَّصَارَى كَانَ اللَّهُ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صِيَامَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا كَمَا فَرَضَ عَلَيْنَا، فَكَانَ رُبَّمَا وَقَعَ فِي الْقَيْظِ، فَجَعَلُوهُ فِي الْفَصْلِ بَيْنَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، ثُمَّ كَفَّرُوهُ بِصَوْمِ عِشْرِينَ يَوْمًا زَائِدَةٍ، لِيَكُونَ تَمْحِيصًا لِذُنُوبِهِمْ وَتَكْفِيرًا لِتَبْدِيلِهِمْ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ. وَالثَّانِي: أَنَّهُمُ الْيَهُودُ كَانَ عَلَيْهِمْ صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، فَكَانَ عَلَى ذَلِكَ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا إِلَى أَنْ نُسِخَ بِصَوْمِ رَمَضَانَ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ أَوَّلَ مَا نُسِخَ شَأْنُ الْقِبْلَةِ وَالصِّيَامُ الْأَوَّلُ. وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=183لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ مَا حُرِّمَ عَلَيْكُمْ فِي الصِّيَامِ، مِنْ أَكْلِ الطَّعَامِ، وَشُرْبِ الشَّرَابِ، وَوَطْءِ النِّسَاءِ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935أَبِي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ. [ ص: 237 ]
وَالثَّانِي: مَعْنَاهُ أَنَّ الصَّوْمَ سَبَبٌ يَؤُولُ بِصَاحِبِهِ إِلَى تَقْوَى اللَّهِ، لِمَا فِيهِ مِنْ قَهْرِ النَّفْسِ، وَكَسْرِ الشَّهْوَةِ، وَإِذْهَابِ الْأَشَرِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فِيهَا قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا أَيَّامُ شَهْرِ رَمَضَانَ الَّتِي أَبَانَهَا مِنْ بَعْدُ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابْنِ أَبِي لَيْلَى وَجُمْهُورِ الْمُفَسِّرِينَ. وَالثَّانِي: أَنَّهَا صِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، كَانَتْ مَفْرُوضَةً قَبْلَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ، ثُمَّ نُسِخَتْ بِهِ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ، وَهِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=2544الْأَيَّامُ الْبِيضُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَفِيهَا وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ الثَّانِيَ عَشَرَ وَمَا يَلِيهِ. الْوَجْهُ الثَّانِي: أَنَّهَا الثَّالِثَ عَشَرَ وَمَا يَلِيهِ، وَهُوَ أَظْهَرُ الْوَجْهَيْنِ، لِأَنَّ أَيَّامَ الشَّهْرِ مُجَزَّأَةٌ عِنْدَ
الْعَرَبِ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ، كُلُّ جُزْءٍ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، تَخْتَصُّ بِاسْمٍ، فَأَوَّلُهَا ثَلَاثٌ غُرَرٌ، ثُمَّ ثَلَاثٌ شُهَبٌ، ثُمَّ ثَلَاثٌ بُهَرٌ، ثُمَّ ثَلَاثٌ عُشَرٌ، ثُمَّ ثَلَاثٌ بِيضٌ، ثُمَّ ثَلَاثٌ دُرَعٌ، وَالدَّرَعُ هُوَ سَوَادُ مُقَدَّمِ الشَّاةِ، وَبَيَاضُ مُؤَخَّرِهَا، فَقِيلَ لِهَذِهِ الثَّلَاثِ دُرَعٌ، لِأَنَّ الْقَمَرَ يَغِيبُ فِي أَوَّلِهَا، فَيَصِيرُ لَيْلُهَا دَرْعًا، لِسَوَادِ أَوَّلِهِ، وَبَيَاضِ آخِرِهِ، ثُمَّ ثَلَاثٌ خُنَّسٌ، لِأَنَّ الْقَمَرَ يَخْنِسُ فِيهَا، أَيْ يَتَأَخَّرُ، ثُمَّ ثَلَاثٌ دُهَمٌ، وَقِيلَ: حَنَادِسُ لِإِظْلَامِهَا، ثُمَّ ثَلَاثٌ فُحَمٌ، لِأَنَّ الْقَمَرَ يَتَفَحَّمُ فِيهَا، أَيْ يَطْلُعُ آخِرَ اللَّيْلِ، ثُمَّ ثَلَاثٌ رَادِّي، وَهِيَ آخِرُ الشَّهْرِ، مَأْخُوذَةٌ مِنَ الرَّادَّةِ، أَنْ تُسْرِعَ نَقْلَ أَرْجُلِهَا حَتَّى تَضَعَهَا فِي مَوْضِعِ أَيْدِيهَا. وَقَدْ حَكَى
أَبُو زَيْدٍ، nindex.php?page=showalam&ids=12585وَابْنُ الْأَعْرَابِيِّ، أَنَّهُمْ جَعَلُوا لِلْقَمَرِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الْعَشْرِ اسْمًا، فَقَالُوا: لَيْلَةٌ عَتَمَةٌ سُخَيْلَةْ حَلَّ أَهْلُهَا بِرُمَيْلَةْ، وَابْنُ لَيْلَتَيْنِ حَدِيثُ مَيْنٍ مُكَذَّبٌ وَمُبِينٌ، وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: كَذِبٍ وَمَيْنٍ، وَابْنُ ثَلَاثٍ قَلِيلُ اللَّبَاثِ، وَابْنُ أَرْبَعٍ عَتَمَةُ رُبَعٍ لَا جَائِعٌ وَلَا مُرْضَعٌ، وَابْنُ خَمْسٍ حَدِيثٌ وَأُنْسٌ، وَابْنُ سِتٍّ سِرْ وَبِتْ، وَابْنُ سَبْعٍ دُلْجَةُ الضَّبُعِ، وَابْنُ ثَمَانٍ قَمَرٌ إِضْحِيَانٌ، وَابْنُ تِسْعٍ انْقَطَعَ الشِّسْعُ. وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِ
أَبِي زَيْدٍ: يُلْتَقَطُ فِيهِ الْجِزْعُ، وَابْنُ عَشْرٍ ثُلُثُ الشَّهْرِ، عَنْ
أَبِي زَيْدٍ وَعَنْ غَيْرِهِ، وَلَمْ يُجْعَلْ لَهُ فِيمَا زَادَ عَنِ الْعَشْرِ اسْمًا مُفْرَدًا.
[ ص: 238 ]
وَاخْتَلَفُوا فِي الْهِلَالِ مَتَى يَصِيرُ قَمَرًا، فَقَالَ قَوْمٌ: يُسَمَّى هِلَالًا لِلَيْلَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَمَّى بَعْدَهَا قَمَرًا، وَقَالَ آخَرُونَ: يُسَمَّى هِلَالًا إِلَى ثَلَاثٍ، ثُمَّ يُسَمَّى بَعْدَهَا قَمَرًا، وَقَالَ آخَرُونَ: يُسَمَّى هِلَالًا إِلَى ثَلَاثٍ، ثُمَّ يُسَمَّى بَعْدَهَا قَمَرًا، وَقَالَ آخَرُونَ: يُسَمَّى هِلَالًا حَتَّى يُحَجِّرَ، وَتَحْجِيرُهُ أَنْ يَسْتَدِيرَ بِخَطَّةٍ دَقِيقَةٍ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيِّ، وَقَالَ آخَرُونَ: يُسَمَّى هِلَالًا إِلَى أَنْ يَبْهَرَ ضَوْؤُهُ سَوَادَ اللَّيْلِ، فَإِذَا بَهَرَ ضَوْؤُهُ يُسَمَّى قَمَرًا، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا فِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ. [ثُمَّ عُدْنَا إِلَى تَفْسِيرِ مَا بَقِيَ مِنَ الْآيَةِ]. قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ يَعْنِي مَرِيضًا لَا يَقْدِرُ مَعَ مَرَضِهِ عَلَى الصِّيَامِ، أَوْ عَلَى سَفَرٍ يَشُقُّ عَلَيْهِ فِي سَفَرِهِ الصِّيَامُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ مَعَ وُجُودِ السَّفَرِ، يَلْزَمُهُ الْقَضَاءُ سَوَاءٌ صَامَ فِي سَفَرِهِ أَوْ أَفْطَرَ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15858دَاوُدَ الظَّاهِرِيِّ. وَالثَّانِي: أَنَّ فِي الْكَلَامِ مَحْذُوفًا وَتَقْدِيرُهُ: فَأَفْطَرَ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، وَلَوْ صَامَ فِي مَرَضِهِ وَسَفَرِهِ لَمْ يَعُدْ، لِكَوْنِ الْفِطْرِ بِهِمَا رُخْصَةً لَا حَتْمًا، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكٍ، nindex.php?page=showalam&ids=11990وَأَبِي حَنِيفَةَ، وَجُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ. ثُمَّ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ هَكَذَا قَرَأَ أَكْثَرُ الْقُرَّاءِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ ، وَتَأْوِيلُهَا: وَعَلَى الَّذِينَ يُكَلَّفُونَهُ، فَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى صِيَامِهِ لِعَجْزِهِمْ عَنْهُ، كَالشَّيْخِ وَالشَّيْخَةِ وَالْحَامِلِ وَالْمُرْضِعِ، فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِمْ لِعَجْزِهِمْ عَنْهُ. وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْمَشْهُورَةِ فِيهَا تَأْوِيلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا وَرَدَتْ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ، خَيَّرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا الْمُطِيقِينَ لِلصِّيَامِ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ بَيْنَ أَنْ يَصُومُوا وَلَا يُكَفِّرُوا، وَبَيْنَ أَنْ يُفْطِرُوا وَيُكَفِّرُوا كُلَّ يَوْمٍ بِإِطْعَامِ مِسْكِينٍ، ثُمَّ نَسَخَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=185فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ، وَقِيلَ: بَلْ نُسِخَ بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ، nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيِّ، nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيِّ، nindex.php?page=showalam&ids=16588وَعَلْقَمَةَ، nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكِ. [ ص: 239 ]
وَالثَّانِي: أَنَّ حُكْمَهَا ثَابِتٌ، وَأَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ أَيْ كَانُوا يُطِيقُونَهُ فِي حَالِ شَبَابِهِمْ، وَإِذَا كَبِرُوا عَجَزُوا عَنِ الصَّوْمِ لِكِبَرِهِمْ أَنْ يُفْطِرُوا، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ . ثُمَّ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ فِيهِ تَأْوِيلَانِ: أَحَدُهُمَا: فَمَنْ تَطَوَّعَ بِأَنْ زَادَ عَلَى مِسْكِينٍ وَاحِدٍ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16248وَطَاوُسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ . وَالثَّانِي: فَمَنْ تَطَوَّعَ بِأَنْ صَامَ مَعَ الْفِدْيَةِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ وَرِوَايَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ. ثُمَّ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ يَحْتَمِلُ تَأْوِيلَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=2504الصَّوْمَ فِي السَّفَرِ خَيْرٌ مِنَ الْفِطْرِ فِيهِ وَالْقَضَاءِ بَعْدَهُ. وَالثَّانِي: أَنَّ الصَّوْمَ لِمُطِيقِهِ خَيْرٌ وَأَفْضَلُ ثَوَابًا مِنَ التَّكْفِيرِ لِمَنْ أَفْطَرَ بِالْعَجْزِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=184إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا: إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ مَا شَرَّعْتُهُ فِيكُمْ وَبَيَّنْتُهُ مِنْ دِينِكُمْ. وَالثَّانِي: إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ فَضْلَ أَعْمَالِكُمْ وَثَوَابَ أَفْعَالِكُمْ.