قوله تعالى : إن الذي فرض عليك القرآن فيه خمسة تأويلات :
أحدها : أنزل عليك القرآن ، قاله يحيى بن سلام والفراء .
الثاني : أعطاكه ، قاله مجاهد .
الثالث : أوجب عليك العمل به ، حكاه النقاش .
الرابع : حملك تأديته وكلفك إبلاغه ، حكاه ابن شجرة .
الخامس : بينه على لسانك ، قاله ابن بحر .
ويحتمل سادسا : أي قدر عليك إنزاله في أوقاته لأن الفرض التقدير .
لرادك إلى معاد فيه خمسة أوجه :
أحدها : إلى مكة ، قاله مجاهد والضحاك وابن جبير ، والسدي .
الثاني : إلى بيت المقدس ، قاله نعيم القاري .
الثالث : إلى الموت ، قاله ابن عباس وعكرمة .
الرابع : إلى يوم القيامة ، قاله الحسن .
الخامس : إلى الجنة ، قاله أبو سعيد الخدري .
وقيل : إن هذه الآية نزلت في الجحفة حين عسف به الطريق إليها فليست مكية ولا مدنية .
قوله تعالى : كل شيء هالك إلا وجهه فيه ستة تأويلات :
[ ص: 273 ] أحدها : معناه إلا هو ، قاله الضحاك .
الثاني : إلا ما أريد به وجهه ، قاله سفيان الثوري .
الثالث : إلا ملكه ، حكاه محمد بن إسماعيل البخاري .
الرابع : إلا العلماء فإن علمهم باق ، قاله مجاهد .
الخامس : إلا جاهه كما يقال لفلان وجه في الناس أي جاه ، قاله أبو عبيدة .
السادس : الوجه العمل ومنه قولهم : من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار أي عمله . وقال الشاعر:
أستغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل
له الحكم فيه وجهان :
أحدهما : القضاء في خلقه بما يشاء من أمره ، قاله الضحاك وابن شجرة .
الثاني : أن ليس لعباده أن يحكموا إلا بأمره ، قاله ابن عيسى .
وإليه ترجعون يوم القيامة فيثيب المحسن ويعاقب المسيء ، والله أعلم .
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					