nindex.php?page=treesubj&link=28973_1926_19860_2425_2520_2525_2568_2584_2596_28328_28640_28723_28902_32367_32961_34232nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم كان
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود يقرأ: (الرفث) و(الرفوث) جميعا، وهو الجماع في قوله، وأصله فاحش القول، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=15876العجاج: ... ... ... عن اللغا ورفث الكلام
فيكنى به عن الجماع، لأنه إذا ذكر في غير موضعه كان فحشا. وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ثلاث تأويلات: أحدها: بمنزلة اللباس، لإفضاء كل واحد منهما إلى صاحبه، يستتر به كالثوب الملبوس، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=8572النابغة الجعدي: إذا ما الضجيج ثنى عطفها تثنت عليه فصارت لباسا
والثاني: أنهم لباس يعني السكن لقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=10وجعلنا الليل لباسا [النبإ: 10] أي سكنا، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي .
[ ص: 245 ]
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم سبب هذه الخيانة التي كان القوم يختانون أنفسهم، شيئان: أحدهما: إتيان النساء. الثاني: الأكل والشرب، وذلك أن الله تعالى أباح في أول الإسلام الأكل والشرب والجماع في ليل الصيام قبل نوم الإنسان، وحرمه عليه بعد نومه، حتى جاء
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ذات ليلة من شهر رمضان، يريد امرأته، فقالت له: إني قد نمت، وظن أنها تعتل عليه، فوقع بها، وجاء
أبو قيس ابن صرمة، وكان يعمل في أرض له، فأراد الأكل، فقالت له امرأته: نسخر لك شيئا، فغلبته عيناه، ثم أحضرت إليه الطعام، فلم يأكل منه فلما أصبح لاقى جهدا. وأخبر
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر وأبو قيس رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان منهما، فأنزل الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187فتاب عليكم وعفا عنكم فيه تأويلان: أحدهما: العفو عن ذنوبهم. والثاني: العفو عن تحريم ذلك بعد النوم. ثم قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187فالآن باشروهن يريد به الجماع، لأن أصل المباشرة من إلصاق البشرة بالبشرة، وكان ذلك منه بيانا لما كان في جماع
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر. وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وابتغوا ما كتب الله لكم ثلاثة أقوال: أحدها: طلب الولد، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد، nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي . والثاني: ليلة القدر، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وكان يقرأ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وابتغوا ما كتب الله لكم والثالث: ما أحل الله تعالى لكم ورخص فيه، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة. ثم قال تعالى فيما كان من شأن
أبي قيس بن صرمة: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وكلوا واشربوا حتى يتبين [ ص: 246 ] لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر اختلف في المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود، على ثلاثة أقاويل: أحدها: ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد قال: لما نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود ، فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، فلا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله تعالى بعد
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187من الفجر ، فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار. والقول الثاني: أنه يريد بالخيط الأبيض ضوء النهار، وهو الفجر الثاني، وبالخيط الأسود سواد الليل قبل الفجر الثاني. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي عن nindex.php?page=showalam&ids=76عدي بن حاتم: أنه عهد إلى خيطين أبيض وأسود، وجعلهما تحت وسادته، فكان يراعيهما في صومه، ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إنك لعريض الوسادة، إنما هو بياض النهار وسواد الليل). وسمي خيطا، لأن أول ما يبدو من البياض ممتد كالخيط، قال الشاعر:
الخيط الأبيض ضوء الصبح منفلق والخيط الأسود لون الليل مكتوم
والخيط في كلامهم عبارة عن اللون. والثالث: ما حكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان أن الخيط الأبيض ضوء الشمس، وروي نحوه عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود . وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش عن
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتسحر وأنا أرى مواقع النبل، قال: قلت بعد الصبح؟ قال: هو الصبح إلا أنه لم تطلع الشمس)، وهذا قول قد انعقد الإجماع على خلافه، وقد روى
سوادة بن حنظلة عن
nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=32022 (لا يمنعنكم من سحوركم أذان nindex.php?page=showalam&ids=115بلال ولا الفجر المستطيل ولكن الفجر المستطير في الأفق) . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16334الحارث بن عبد الرحمن عن
محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان [ ص: 247 ]
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
nindex.php?page=hadith&LINKID=72428 (الفجر فجران، فالذي كأنه ذنب السرحان لا يحرم شيئا، وأما المستطير الذي يأخذ الأفق فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام). فأما الفجر، فإنه مصدر من قولهم: فجر الماء يفجر فجرا، إذا جرى وانبعث، فلذلك قيل للطالع من تباشير ضياء الشمس من مطلعها: (فجر) لانبعاث ضوئه، فيكون زمان الصوم المجمع على تحريم الطعام والشراب فيه، وإباحته فيما سواه، ما بين طلوع الفجر الثاني وغروب الشمس. روى
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=695906 (أعظم الصائمين أجرا أقربهم من الليل والنهار إفطارا) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187ثم أتموا الصيام إلى الليل يعني به غروب الشمس. وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تأويلان: أحدهما: عني بالمباشرة الجماع، وهو قول الأكثرين.
[ ص: 248 ]
والثاني: ما دون الجماع من اللمس والقبلة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك. nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187تلك حدود الله أي ما حرم، وفي تسميتها حدود الله وجهان: أحدهما: لأن الله تعالى حدها بالذكر والبيان. والثاني: لما أوجبه في أكثر المحرمات من الحدود. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187كذلك يبين الله آياته للناس فيه وجهان: أحدهما: يعني بآياته علامات متعبداته. والثاني: أنه يريد بالآيات هنا الفرائض والأحكام.
nindex.php?page=treesubj&link=28973_1926_19860_2425_2520_2525_2568_2584_2596_28328_28640_28723_28902_32367_32961_34232nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ: (الرَّفَثُ) وَ(الرُّفُوثُ) جَمِيعًا، وَهُوَ الْجِمَاعُ فِي قَوْلِهِ، وَأَصْلُهُ فَاحِشُ الْقَوْلِ، كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15876الْعَجَّاجُ: ... ... ... عَنِ اللَّغَا وَرَفَثِ الْكَلَامِ
فَيُكَنَّى بِهِ عَنِ الْجِمَاعِ، لِأَنَّهُ إِذَا ذُكِرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ كَانَ فُحْشًا. وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ثَلَاثُ تَأْوِيلَاتٍ: أَحَدُهَا: بِمَنْزِلَةِ اللِّبَاسِ، لِإِفْضَاءِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ، يَسْتَتِرُ بِهِ كَالثَّوْبِ الْمَلْبُوسِ، كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=8572النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: إِذَا مَا الضَّجِيجُ ثَنَى عِطْفَهَا تَثَنَّتْ عَلَيْهِ فَصَارَتْ لِبَاسَا
وَالثَّانِي: أَنَّهُمْ لِبَاسٌ يَعْنِي السَّكَنَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=10وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا [النَّبَإِ: 10] أَيْ سَكَنًا، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ .
[ ص: 245 ]
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ سَبَبُ هَذِهِ الْخِيَانَةِ الَّتِي كَانَ الْقَوْمُ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ، شَيْئَانِ: أَحَدُهُمَا: إِتْيَانُ النِّسَاءِ. الثَّانِي: الْأَكْلُ وَالشُّرْبُ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَبَاحَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ الْأَكْلَ وَالشُّرْبَ وَالْجِمَاعَ فِي لَيْلِ الصِّيَامِ قَبْلَ نَوْمِ الْإِنْسَانِ، وَحَرَّمَهُ عَلَيْهِ بَعْدَ نَوْمِهِ، حَتَّى جَاءَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، يُرِيدُ امْرَأَتَهُ، فَقَالَتْ لَهُ: إِنِّي قَدْ نِمْتُ، وَظَنَّ أَنَّهَا تَعْتَلُّ عَلَيْهِ، فَوَقَعَ بِهَا، وَجَاءَ
أَبُو قَيْسٍ ابْنُ صِرْمَةَ، وَكَانَ يَعْمَلُ فِي أَرْضٍ لَهُ، فَأَرَادَ الْأَكْلَ، فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: نُسَخِّرُ لَكَ شَيْئًا، فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ، ثُمَّ أَحْضَرَتْ إِلَيْهِ الطَّعَامَ، فَلَمْ يَأْكُلْ مِنْهُ فَلَمَّا أَصْبَحَ لَاقَى جَهْدًا. وَأَخْبَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ وَأَبُو قَيْسٍ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا كَانَ مِنْهُمَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فِيهِ تَأْوِيلَانِ: أَحَدُهُمَا: الْعَفْوُ عَنْ ذُنُوبِهِمْ. وَالثَّانِي: الْعَفْوُ عَنْ تَحْرِيمِ ذَلِكَ بَعْدَ النَّوْمِ. ثُمَّ قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ يُرِيدُ بِهِ الْجِمَاعَ، لِأَنَّ أَصْلَ الْمُبَاشَرَةِ مِنْ إِلْصَاقِ الْبَشَرَةِ بِالْبَشَرَةِ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْهُ بَيَانًا لِمَا كَانَ فِي جِمَاعِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ. وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ: أَحَدُهَا: طَلَبُ الْوَلَدِ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ، nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ . وَالثَّانِي: لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَكَانَ يَقْرَأُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَالثَّالِثُ: مَا أَحَلَّ اللَّهُ تَعَالَى لَكُمْ وَرَخَّصَ فِيهِ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ. ثُمَّ قَالَ تَعَالَى فِيمَا كَانَ مِنْ شَأْنِ
أَبِي قَيْسِ بْنِ صِرْمَةَ: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ [ ص: 246 ] لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ اخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِالْخَيْطِ الْأَبْيَضِ وَالْخَيْطِ الْأَسْوَدِ، عَلَى ثَلَاثَةِ أَقَاوِيلَ: أَحَدُهَا: مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=31سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ ، فَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلَيْهِ الْخَيْطَ الْأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الْأَسْوَدَ، فَلَا يَزَالُ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى بَعْدُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187مِنَ الْفَجْرِ ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ يُرِيدُ بِالْخَيْطِ الْأَبْيَضِ ضَوْءَ النَّهَارِ، وَهُوَ الْفَجْرُ الثَّانِي، وَبِالْخَيْطِ الْأَسْوَدِ سَوَادَ اللَّيْلِ قَبْلَ الْفَجْرِ الثَّانِي. وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=76عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: أَنَّهُ عَهِدَ إِلَى خَيْطَيْنِ أَبْيَضَ وَأَسْوَدَ، وَجَعَلَهُمَا تَحْتَ وِسَادَتِهِ، فَكَانَ يُرَاعِيهِمَا فِي صَوْمِهِ، ثُمَّ أَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (إِنَّكَ لَعَرِيضُ الْوِسَادَةِ، إِنَّمَا هُوَ بَيَاضُ النَّهَارِ وَسَوَادُ اللَّيْلِ). وَسُمِّيَ خَيْطًا، لِأَنَّ أَوَّلَ مَا يَبْدُو مِنَ الْبَيَاضِ مُمْتَدٌّ كَالْخَيْطِ، قَالَ الشَّاعِرُ:
الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ ضَوْءُ الصُّبْحِ مُنْفَلِقٌ وَالْخَيْطُ الْأَسْوَدُ لَوْنُ اللَّيْلِ مَكْتُومُ
وَالْخَيْطُ فِي كَلَامِهِمْ عِبَارَةٌ عَنِ اللَّوْنِ. وَالثَّالِثُ: مَا حُكِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=21حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ أَنَّ الْخَيْطَ الْأَبْيَضَ ضَوْءُ الشَّمْسِ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ . وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15916زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=21حُذَيْفَةَ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَسَحَّرُ وَأَنَا أَرَى مَوَاقِعَ النَّبْلِ، قَالَ: قُلْتُ بَعْدَ الصُّبْحِ؟ قَالَ: هُوَ الصُّبْحُ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ)، وَهَذَا قَوْلٌ قَدِ انْعَقَدَ الْإِجْمَاعُ عَلَى خِلَافِهِ، وَقَدْ رَوَى
سَوَادَةُ بْنُ حَنْظَلَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=24سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=32022 (لَا يَمْنَعَنَّكُمْ مِنْ سُحُورِكُمْ أَذَانُ nindex.php?page=showalam&ids=115بِلَالٍ وَلَا الْفَجْرُ الْمُسْتَطِيلُ وَلَكِنِ الْفَجْرُ الْمُسْتَطِيرُ فِي الْأُفُقِ) . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16334الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ [ ص: 247 ]
قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=72428 (الْفَجْرُ فَجْرَانِ، فَالَّذِي كَأَنَّهُ ذَنَبُ السِّرْحَانِ لَا يُحَرِّمُ شَيْئًا، وَأَمَّا الْمُسْتَطِيرُ الَّذِي يَأْخُذُ الْأُفُقَ فَإِنَّهُ يُحِلُّ الصَّلَاةَ وَيُحَرِّمُ الطَّعَامَ). فَأَمَّا الْفَجْرُ، فَإِنَّهُ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: فَجَرَ الْمَاءُ يَفْجُرُ فَجْرًا، إِذَا جَرَى وَانْبَعَثَ، فَلِذَلِكَ قِيلَ لِلطَّالِعِ مِنْ تَبَاشِيرِ ضِيَاءِ الشَّمْسِ مِنْ مَطْلَعِهَا: (فَجْرٌ) لِانْبِعَاثِ ضَوْئِهِ، فَيَكُونُ زَمَانُ الصَّوْمِ الْمُجْمَعُ عَلَى تَحْرِيمِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ فِيهِ، وَإِبَاحَتُهُ فِيمَا سِوَاهُ، مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ الثَّانِي وَغُرُوبِ الشَّمْسِ. رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=695906 (أَعْظَمُ الصَّائِمِينَ أَجْرًا أَقْرَبُهُمْ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِفْطَارًا) .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ يَعْنِي بِهِ غُرُوبَ الشَّمْسِ. وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تَأْوِيلَانِ: أَحَدُهُمَا: عُنِيَ بِالْمُبَاشَرَةِ الْجِمَاعُ، وَهُوَ قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ.
[ ص: 248 ]
وَالثَّانِي: مَا دُونَ الْجِمَاعِ مِنَ اللَّمْسِ وَالْقُبْلَةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنُ زَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكٍ. nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ أَيْ مَا حَرَّمَ، وَفِي تَسْمِيَتِهَا حُدُودَ اللَّهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَدَّهَا بِالذِّكْرِ وَالْبَيَانِ. وَالثَّانِي: لِمَا أَوْجَبَهُ فِي أَكْثَرِ الْمُحَرَّمَاتِ مِنَ الْحُدُودِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: يَعْنِي بِآيَاتِهِ عَلَامَاتِ مُتَعَبَّدَاتِهِ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ يُرِيدُ بِالْآيَاتِ هُنَا الْفَرَائِضَ وَالْأَحْكَامَ.