ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ
قوله تعالى : ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : معناه يخلص لله ، قاله . السدي
الثاني : يقصد بوجهه طاعة الله .
الثالث : يسلم نفسه مستسلما إلى الله وهو محسن يعني في عمله .
فقد استمسك بالعروة الوثقى فيها أربعة تأويلات :
أحدها : قول لا إله إلا الله ، قاله . ابن عباس
الثاني : القرآن ، قاله . أنس بن مالك
الثالث : الإسلام ، قاله . السدي
الرابع : الحب في الله والبغض في الله ، قاله . وفي تسميتها بالعروة الوثقى وجهان : سالم بن أبي الجعد
أحدهما : أنه قد استوثق لنفسه فيما تمسك به كما يستوثق من الشيء بإمساك عروته .
[ ص: 344 ] الثاني : تشبيها بالبناء الوثيق لأنه لا ينحل .
وإلى الله عاقبة الأمور قال : وعند الله ثواب ما صنعوا . مجاهد