قوله تعالى : ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم أي عند محاسبة ربهم وفيه أربعة أوجه :
أحدها : من الغم ، قاله . ابن عيسى
[ ص: 359 ] الثاني : من الذل ، قاله ابن شجرة .
الثالث : من الحياء ، حكاه . النقاش
الرابع : من الندم ، قاله . يحيى بن سلام
ربنا أبصرنا وسمعنا فيه وجهان :
أحدهما : أبصرنا صدق وعيدك وسمعنا تصديق رسلك ، قاله . ابن عيسى
الثاني : أبصرنا معاصينا وسمعنا ما قيل فينا ، قال : ، أبصروا حين لم ينفعهم البصر وسمعوا حين لم ينفعهم السمع . قتادة
فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون أي ارجعنا إلى الدنيا نعمل فيها صالحا .
إنا موقنون فيه وجهان :
أحدهما : مصدقون بالبعث ، قاله . النقاش
الثاني : مصدقون بالذي أتي به محمد صلى الله عليه وسلم أنه حق ، قاله . يحيى بن سلام
قال : فأكذبهم الله فقال : سفيان ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه [الأنعام : 28] الآية .
قوله تعالى : ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : هدايتها للإيمان .
الثاني : للجنة .
الثالث : هدايتها في الرجوع إلى الدنيا لأنهم سألوا الرجعة ليؤمنوا .
ولكن حق القول مني فيه وجهان :
أحدهما : معناه سبق القول مني ، قاله الكلبي . ويحيى بن سلام
الثاني : وجب القول مني ، قاله كما قال السدي كثير
فإن تكن العتبى فأهلا ومرحبا وحقت لها العتبى لدنيا وقلت
لأملأن جهنم من الجنة والناس يعني من عصاه من الجنة والناس . وفي الجنة قولان :
أحدهما : أنه الجن ، قاله . ابن كامل
[ ص: 360 ] الثاني : أنهم الملائكة ، رواه عن السدي ، وهذا التأويل معلول لأن الملائكة لا يعصون الله فيعذبون . وسموا جنة لاجتنانهم عن الأبصار ومنه قول عكرمة زيد بن عمرو:
عزلت الجن والجنان عني كذلك يفعل الجلد الصبور
قوله : فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا فيه وجهان :
أحدهما : فذوقوا عذابي بما تركتم أمري ، قال . الضحاك
الثاني : فذوقوا العذاب بما تركتم الإيمان بالبعث في هذا اليوم ، قاله . يحيى بن سلام
إنا نسيناكم فيه وجهان :
أحدهما : إنا تركناكم من الخير ، قاله . السدي
الثاني : إنا تركناكم في العذاب ، قاله . مجاهد
وذوقوا عذاب الخلد وهو الدائم الذي لا انقطاع له .
بما كنتم تعلمون يعني في الدنيا من المعاصي ، وقد يعبر بالذوق عما يطرأ على النفس وإن لم يكن مطعوما لإحساسها به كإحساسها بذوق الطعام ، قال ابن أبي ربيعة
فذق هجرها إن كنت تزعم أنه رشاد ألا يا رب ما كذب الزعم