[ ص: 458 ] قوله عز وجل : ولو ترى إذ فزعوا في فزعهم خمسة أقاويل :
أحدها : فزعهم يوم القيامة ، قاله . مجاهد
الثاني : فزعهم في الدنيا حين رأوا بأس الله عز وجل : قاله . قتادة
الثالث : هو الجيش الذي يخسف بهم في البيداء فيبقى منهم رجل فيخبر الناس بما لقي أصحابه فيفزعوا فهذا هو فزعهم ، قاله . سعيد بن جبير
الرابع : هو فزعهم يوم بدر حين ضربت أعناقهم فلم يستطيعوا فرارا من العذاب ولا رجوعا إلى التوبة ، قاله . السدي
الخامس : هو فزعهم في القبور من الصيحة ، قاله . الحسن
وفي قوله تعالى : فلا فوت ثلاثة أوجه :
أحدها : فلا نجاة ، قاله . ابن عباس
الثاني : فلا مهرب ، وهو معنى قول . مجاهد
الثالث : فلا سبق ، قاله . قتادة
وأخذوا من مكان قريب فيه ستة أقاويل :
أحدها : من تحت أقدامهم ، قاله . مجاهد
الثاني : يوم بدر ، قاله . زيد بن أسلم
الثالث : هو جيش ، قاله السفياني . ابن عباس
[ ص: 459 ] الرابع : عذاب الدنيا ، قاله . الضحاك
الخامس : حين خرجوا من القبور ، قاله . الحسن
السادس : هو يوم القيامة ، قاله القاسم بن نافع .
ويحتمل سابعا : في أسر ما كانوا فيه نفوسا ، وأقوى ما كانوا عليه أملا لأنه أقرب بلاء من نعمه .
قوله عز وجل : وقالوا آمنا به فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : يعني بالله ، قاله . مجاهد
الثاني : بالبعث ، قاله . الحسن
الثالث : بالرسل ، قاله . قتادة
وأنى لهم التناوش من مكان بعيد وفي التناوش ثلاثة أقاويل :
أحدها : هو الرجعة ، قاله ومنه قول الشاعر : ابن عباس
تمنى أن تؤوب إلي مي وليس إلى تناوشها سبيل
الثاني : هو التوبة ، قاله . السدي
الثالث : هو التناول من قولهم نشته أنوشه نوشا إذا تناوله من قريب ، وقد تناوش القوم إذا دنا بعضهم من بعض ولم يلتحم القتال بينهم ، قال الشاعر
فهي تنوش الحوض نوشا من علا نوشا به تقطع أجواز الفلا
من مكان بعيد فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : من الآخرة إلى الدنيا ، قاله . مجاهد
الثاني : ما بين الآخرة والدنيا ، رواه القاسم بن نافع .
الثالث : هو طلبهم الأمر من حيث لا ينال ، قاله . الحسن
ويحتمل قولا رابعا : بعيد عليهم لاستحالته عندهم .
[ ص: 460 ] قوله عز وجل : وقد كفروا به من قبل فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنهم كفروا بالله تعالى ، قاله . مجاهد
الثاني : بالبعث ، قاله . الحسن
الثالث : بالرسول ، قاله . قتادة
من قبل فيه وجهان :
أحدهما : في الدنيا ، قاله . مجاهد
الثاني : من قبل العذاب .
ويقذفون بالغيب من مكان بعيد فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : معناه يرجمون بالظن ويقولون في الدنيا لا بعث ولا جنة ولا نار ، قاله . الحسن
الثاني : أنه طعنهم في القرآن ، قاله . عبد الرحمن بن زيد
الثالث : هو طعنهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر أو ساحر ، قاله ، وسماه قذفا لخروجه عن غير حق . مجاهد
قوله عز وجل : وحيل بينهم وبين ما يشتهون يعني بالموت ، وفيه خمسة تأويلات :
أحدها : حيل بينهم وبين الدنيا ، قاله . مجاهد
الثاني : بينهم وبين الإيمان ، قاله . الحسن
الثالث : بينهم وبين التوبة ، قاله . السدي
الرابع : بينهم وبين طاعة الله تعالى ، قاله . خليد
الخامس : حيل بين المؤمن وبين العمل ، وبين الكافر وبين الإيمان ، قاله يزيد بن أبي يزيد .
كما فعل بأشياعهم من قبل فيهم ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنهم أوائلهم من الأمم الخالية ، قاله . مقاتل
الثاني : أنهم أصحاب الفيل حين أرادوا خراب الكعبة ، قاله . الضحاك
الثالث : هم أمثالهم من الكفار الذين لم يقبل الله سبحانه منهم التوبة عند المعاينة .
إنهم كانوا في شك مريب فيه وجهان :
أحدهما : لا يعرفون نبيهم ، قاله . مقاتل
الثاني : هو شكهم في وقوع العذاب ، قاله . الضحاك