واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون
قوله تعالى: واذكروا الله في أيام معدودات هي أيام منى قول جميع المفسرين ، وإن خالف بعض الفقهاء في أن أشرك بين بعضها وبين الأيام المعلومات. فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه يعني تعجل النفر الأول في اليوم الثاني من أيام منى. ومن تأخر يعني إلى النفر الثاني ، وهو الثالث من أيام منى. فلا إثم عليه وفي الإثم ههنا ، خمسة تأويلات: أحدها: أن من تعجل فلا إثم عليه في تعجله ، ومن تأخر فلا إثم عليه في تأخره ، وهذا قول [ ص: 264 ] عطاء.
والثاني: أن من تعجل في يومين ، فمغفور له ، لا إثم عليه ، ومن تأخر فمغفور له ، لا إثم عليه ، وهذا قول . والثالث: فلا إثم عليه ، إن اتقى فيما بقي من عمره ، وهذا قول ابن مسعود ، أبي العالية . والرابع: فلا إثم عليه ، إن اتقى في قتل الصيد في اليوم الثالث ، حتى يحلوا أيام التشريق ، وهذا قول والسدي . والخامس: فلا إثم عليه ، إن اتقى إصابة ما نهي عنه ، فيغفر له ما سلف من ذنبه ، وهذا قول ابن عباس فأما المراد بذكر الله تعالى في الأيام المعدودات ، فهو قتادة. عقب الصلوات المفروضات ، واختلف فيه على أربعة مذاهب: أحدها: أنه تكبير من بعد صلاة الصبح ، يوم التكبير فيها عرفة ، إلى بعد صلاة العصر ، من آخر أيام التشريق ، وهذا قول رضي الله عنه ، وبه قال من الفقهاء علي أبو يوسف ، والثاني: أنه تكبير من صلاة الفجر ، من يوم ومحمد. عرفة ، إلى صلاة العصر ، من يوم النحر ، وهذا قول ، وبه قال من الفقهاء ابن مسعود والثالث: أنه يكبر من بعد صلاة الظهر ، من يوم النحر ، إلى بعد صلاة العصر ، من آخر أيام التشريق ، وهذا قول أبو حنيفة. والرابع: أنه يكبر من بعد صلاة الظهر ، من يوم النحر ، إلى آخر صلاة الصبح ، من آخر التشريق ، وهذا قول زيد بن ثابت. ، عبد الله بن عباس ، وبه قال من الفقهاء وعبد الله بن عمر الشافعي.