وما يستوي البحران يحتمل وجهين :
أحدهما : ما يستويان في أنفسهما .
الثاني : في منافع الناس بهما .
هذا عذب فرات والفرات هو العذب وذكره تأكيدا لاختلاف اللفظين كما يقال هذا حسن جميل .
سائغ شرابه أي ماؤه .
وهذا ملح أجاج أي مر مأخوذ من أجة النار كأنه يحرق من شدة المرارة ، قال الشاعر:
درة في اليمين أخرجها بالغا من قعر بحر ملح أجاج
[ ص: 467 ] ومن كل تأكلون لحما طريا يعني لحم الحيتان مأكول من كلا البحرين .
وتستخرجون حلية تلبسونها اللؤلؤ والمرجان يستخرج من الملح ، ويكون المراد أحدهما وإن عطف بالكلام عليهما .
وقيل : بل هو مأخوذ منهما لأن في البحر عيونا عذبة ، وما بينهما يخرج اللؤلؤ عند التمازج وقيل من مطر السماء .
ثم قال : تلبسونها وإن لبسها النساء دون الرجال لأن جمالها عائد عليهم جميعا .
وترى الفلك فيه مواخر فيه خمسة أوجه :
أحدها : مقبلة ومدبرة وريح واحدة ، قاله . يحيى بن سلام
الثاني : مواقر ، قاله . قال الشاعر الحسن
تراها إذا راحت ثقالا كأنها مواخر فلك أو نعام حوافل
الثالث : معترضة ، قاله أبو وائل .
الرابع : جواري ، قاله . ابن قتيبة
الخامس : تمخر الماء أي تشقه في جريها شقا ، قاله . علي بن عيسى
لتبتغوا من فضله قال : التجارة في الفلك . مجاهد
ويحتمل وجها آخر ما يستخرج من حليته ويصاد من حيتان .
ولعلكم تشكرون [فيه وجهان] :
أحدهما : على ما آتاكم من نعمه .
الثاني : على ما آتاكم من فضله .
ويحتمل ثالثا : على ما أنجاكم من هوله .