قوله عز وجل: فاستفتهم أهم أشد خلقا فيه وجهان:
أحدهما: فسلهم قال ، مأخوذ من استفتاء المفتي. قتادة
الثاني: فحاجهم أيهم أشد خلقا ، قاله . الحسن
أم من خلقنا فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: من السماوات والأرض والجبال ، قاله . مجاهد
الثاني: من الملائكة ، قاله . سعيد بن جبير
الثالث: من الأمم الماضية فقد هلكوا وهم أشد خلقا منهم ، حكاه . ابن عيسى
إنا خلقناهم من طين لازب فيه أربعة تأويلات: أحدها: لاصق، قاله منه قول ابن عباس رضي الله عنه: علي بن أبي طالب
تعلم فإن الله زادك بسطة وأخلاق خير كلها لك لازب
الثاني: لزج، قاله . عكرمةالثالث: لازق، قاله . قتادة
والفرق بين اللاصق واللازق أن اللاصق هو الذي قد لصق بعضه ببعض، واللازق هو الذي يلزق بما أصابه.
[ ص: 41 ] الرابع: لازم، والعرب تقول طين لازب ولازم، وقال النابغة:
ولا تحسبون الخير لا شر بعده ولا تحسبون الشر ضربة لازب
قوله عز وجل: بل عجبت ويسخرون وفي عجبت قراءتان:
إحداهما: بضم التاء ، قرأ بها حمزة ، وهي قراءة والكسائي ، ويكون التعجب مضافا إلى الله تعالى ، وإن كان لا يتعجب من شيء لأن التعجب من حدوث العلم بما لم يعلم ، والله تعالى عالم بالأشياء قبل كونها. ابن مسعود
وفي تأويل ذلك على هذه القراءة وجهان:
أحدهما: يعني بل أنكرت حكاه . النقاش
الثاني: هو قول أنهم قد حلوا محل من يتعجب منه. علي بن عيسى
والقراءة الثانية: بفتح التاء قرأ بها الباقون ، وأضاف التعجب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه قال: بل عجبت يا محمد ، قاله . قتادة
وفيما عجبت منه قولان:
أحدهما: من القرآن حين أعطيه، قاله . قتادة
الثاني: من الحق الذي جاءهم به فلم يقبلوه، وهو معنى قول ابن زياد.
وفي قوله ويسخرون وجهان:
أحدهما: من الرسول إذا دعاهم.
الثاني: من القرآن إذا تلي عليهم.
قوله عز وجل: وإذا ذكروا لا يذكرون فيه وجهان:
أحدهما: وإذا ذكروا بما نزل من القرآن لا ينتفعون، وهو معنى قول قتادة.
والثاني: وإذا ذكروا بمن هلك من الأمم لا يبصرون، وهو معنى ما رواه سعيد.
[ ص: 42 ] قوله عز وجل: وإذا رأوا آية يستسخرون وفي هذه الآية قولان:
أحدهما: أنه انشقاق القمر، قاله . الضحاك
الثاني: ما شاهدوه من هلاك المكذبين ، وهو محتمل.
وفي قوله يستسخرون وجهان:
أحدهما: يستهزئون ، قاله . مجاهد
الثاني: هو أن يستدعي بعضهم من بعض السخرية بها؛ لأن الفرق بين سخر واستسخر كالفرق بين علم واستعلم.
وقيل إن ذلك في ركانة بن زيد وأبي الأشد بن كلاب.
قوله عز وجل: فإنما هي زجرة واحدة أي صيحة واحدة ، قاله : وهي النفخة الثانية وسميت الصيحة زجرة لأن مقصودها الزجر. الحسن
فإذا هم ينظرون يحتمل ثلاثة أوجه:
أحدها: البعث الذي كذبوا به.
الثاني: ينظرون سوء أعمالهم.
الثالث: ينتظرون حلول العذاب بهم ، ويكون النظر بمعنى الانتظار.