والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين [ ص: 120 ] يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد
قوله عز وجل: والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها فيه قولان:
أحدهما: أن الطاغوت الشيطان ، قاله مجاهد وابن زيد.
الثاني: الأوثان ، قاله و الضحاك . السدي
وفيه وجهان:
أحدهما: أنه اسم أعجمي مثل هاروت وماروت.
الثاني: عربي مشتق من الطغيان. وأنابوا إلى الله فيه وجهان:
أحدهما: أقبلوا إلى الله ، قاله . قتادة
الثاني: استقاموا إلى الله ، قاله . الضحاك
ويحتمل ثالثا: وأنابوا إلى الله من ذنوبهم. لهم البشرى فيه وجهان:
أحدهما: أنها الجنة ، قاله مقاتل . ويحيى بن سلام
الثاني: بشرى الملائكة للمؤمنين ، قاله . الكلبي
ويحتمل ثالثا: أنها البشرى عند المعاينة بما يشاهده من ثواب عمله.
قوله عز وجل: فبشر عباد الذين يستمعون القول فيه قولان:
أحدهما: أن القول كتاب الله ، قاله مقاتل . ويحيى بن سلام
الثاني: أنهم لم يأتهم كتاب من الله ولكن يستمعون أقاويل الأمم ، قاله ابن زيد. فيتبعون أحسنه فيه خمسة أوجه:
أحدها: طاعة الله ، قاله . قتادة
الثاني: لا إله إلا الله، قاله [ ص: 121 ] الثالث: أحسن ما أمروا به ، قاله ابن زيد. . السدي
الرابع: أنهم إذا سمعوا قول المسلمين وقول المشركين اتبعوا أحسنه وهو الإسلام ، حكاه . النقاش
الخامس: هو الرجل يسمع الحديث من الرجل فيحدث بأحسن ما يسمع منه ، ويمسك عن أسوئه فلا يتحدث به ، قاله . ابن عباس
ويحتمل سادسا: أنهم يستمعون عزما وترخيصا فيأخذون بالعزم دون الرخص. أولئك الذين هداهم الله الآية. قال : نزلت في عبد الرحمن بن زيد زيد بن عمرو بن نفيل وأبي ذر الغفاري اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها في جاهليتهم ، واتبعوا أحسن ما صار من العقول إليهم.
وسلمان الفارسي