وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون
وما قدروا الله حق قدره فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: وما عظموه حق عظمته إذ عبدوا الأوثان من دونه ، قاله . الحسن
الثاني: وما عظموه حق عظمته إذ دعوا إلى عبادة غيره ، قاله . السدي
الثالث: ما وصفوه حق صفته ، قاله قطرب. والأرض جميعا قبضته يوم القيامة فيه وجهان:
أحدهما: أن قبضه استبدالها بغيرها لقوله يوم تبدل الأرض [إبراهيم: 48] وهو محتمل.
الثاني: أي هي في مقدوره كالذي يقبض عليه القابض في قبضته. والسماوات مطويات بيمينه فيه وجهان:
أحدهما: بقوته لأن اليمين القوة. [ ص: 135 ] الثاني: في ملكه كقوله وما ملكت أيمانكم [النساء: 36] .
ويحتمل طيها بيمينه وجهين:
أحدهما: طيها يوم القيامة. لقوله يوم نطوي السماء
الثاني: أنها في قبضته مع بقاء الدنيا كالشيء المطوي لاستيلائه عليها. سبحانه وتعالى عما يشركون روى صفوان بن سليم أن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم إن الله أنزل عليك والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه فأين يكون الخلق؟ قال (يكونون في الظلمة عند الجسر حتى ينجي الله من يشاء. قال: والذي أنزل التوراة علىموسى ما على الأرض أحد يعلم هذا غيري وغيرك.