[ ص: 516 ] سورة الممتحنة
مدنية في قول الجميع
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير
قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء سبب نزولها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد التوجه إلى مكة أظهر أنه يريد خيبر ، وكتب إلى أهل حاطب بن أبي بلتعة مكة أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إليهم وأرسل مع امرأة ذكر [ ص: 517 ] أنها سارة مولاة لبني عبد المطلب ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فأنفذ عليا وأبا مرثد ، وقيل ، وقيل عمر بن الخطاب رضي الله عنهم ، وقال لهما ، اذهبا إلى الزبير روضة خاخ فإنكم ستلقون بها امرأة معها كتاب فخذاه وعودا ، فأتيا الموضع فوجداها والكتاب معها ، فأخذاه وعادا ، فإذا هو كتاب فقال حاطب ائذن لي يا رسول الله أضرب عنقه فقد خان الله ورسوله فقال صلى الله عليه وسلم قد شهد عمر: بدرا ، فقالوا: بلى ولكنه قد نكث وظاهر أعداءك عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم إني بما تعملون خبير. ففاضت عينا وقال: الله ورسوله أعلم [ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر ما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله كنت امرأ مصلقا من لحاطب] قريش وكان لي بها مال فكتبت إليهم بذلك ، والله يا رسول الله إني لمؤمن بالله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق فلا تقولوا له إلا خيرا. فنزلت هذه الآية والتي بعدها. حاطب وفي قوله تعالى تسرون إليهم بالمودة وجهان:
أحدهما: تعلمونهم سرا أن بينكم وبينهم مودة.
الثاني: تعلمونهم سرا بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم بمودة بينكم وبينهم.