سورة الكوثر
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر
قوله تعالى إنا أعطيناك الكوثر فيه تسعة تأويلات : أحدها : أن الكوثر النبوة ، قاله عكرمة .
الثاني : القرآن ، قاله الحسن .
الثالث : الإسلام ، حكاه المغيرة .
الرابع : أنه نهر في الجنة ، رواه ابن عمر وأنس مرفوعا .
الخامس : أنه حوض النبي صلى الله عليه وسلم الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة قاله عطاء .
[ ص: 355 ]
السادس : أنه الخير الكثير ، قاله ابن عباس .
السابع : أنه كثرة أمته ، قاله أبو بكر بن عياش .
الثامن : أنه الإيثار ، قاله ابن كيسان .
التاسع : أنه رفعة الذكر ، وهو فوعل من الكثرة . فصل لربك وانحر فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : الصلاة المكتوبة ، وهي صلاة الصبح بمزدلفة ، قاله مجاهد .
الثاني : صلاة العيد ، قاله عطاء .
الثالث : معناه اشكر ربك ، قاله عكرمة . وانحر فيه خمسة تأويلات : أحدها : وانحر هديك أو أضحيتك ، قاله ابن جبير وعكرمة ومجاهد وقتادة .
الثاني : وانحر أي وسل ، قاله الضحاك .
الثالث : معناه أن يضع اليمين على الشمال عند نحره في الصلاة ، قاله علي وابن عباس رضي الله عنهما .
الرابع : أن يرفع يديه في التكبير ، رواه علي .
الخامس : أنه أراد واستقبل القبلة في الصلاة بنحرك ، قاله أبو الأحوص ومنه قول الشاعر :
[ ص: 356 ]
أبا حكم هل أنت عم مجالد وسيد أهل الأبطح المتناحر
اي المتقابل . إن شانئك هو الأبتر في شانئك وجهان :
أحدهما : مبغضك ، قاله ابن شجرة .
الثاني : عدوك ، قاله ابن عباس . وفي الأبتر خمسة تأويلات : أحدها : أنه الحقير الذليل ، قاله قتادة .
الثاني : معناه الفرد الوحيد ، قاله عكرمة .
الثالث : أنه الذي لا خير فيه حتى صار مثل الأبتر ، وهذا قول مأثور الرابع : أن قريشا كانوا يقولون لمن مات ذكور ولده ، قد بتر فلان فلما مات لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابنه القاسم بمكة ، وإبراهيم بالمدينة ، قالوا بتر محمد فليس له من يقوم بأمره من بعده ، فنزلت الآية ، قاله السدي وابن زيد .
الخامس : أن الله تعالى لما أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا قريشا إلى الإيمان ، قالوا ابتتر منا محمد ، أي خالفنا وانقطع عنا ، فأخبر الله تعالى رسوله أنهم هم المبترون ، قاله عكرمة وشهر بن حوشب . واختلف في المراد من قريش بقوله إن شانئك هو الأبتر على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه أبو لهب ، قاله عطاء .
الثاني : أبو جهل ، قاله ابن عباس .
الثالث : أنه العاص بن وائل ، قاله عكرمة ، والله أعلم .


