[ ص: 359 ] سورة النصر
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=29081_29677_30887nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله والفتح nindex.php?page=treesubj&link=29081_29677nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا nindex.php?page=treesubj&link=29081_19703_20009_20011_28723_31009_33142_34513nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله والفتح أما النصر فهو المعونة مأخوذ من قولهم قد نصر الغيث الأرض إذا أعان على نباتها ومنع من قحطها ، قال الشاعر
إذا انسلخ الشهر الحرام فودعي بلاد تميم وانصري أرض عامر
وفي المعني بهذا النصر قولان :
أحدهما : نصر الرسول على
قريش ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري .
الثاني : نصره على كل من قاتله من أعدائه ، فإن عاقبة النصر كانت له . وقيل : إذا جاء نصره بإظهاره إياك على أعدائك ، والفتح : فتحه
مكة وقيل المراد حين نصر الله المؤمنين وفتح
مكة وسائر البلاد عليهم . وإنما عبر عن الحصول بالمجيء تجوزا للإشعار بأن المقدرات متوجهة حين إلى أوقاتها المعينة لها ، فتعرف منها شيئا فشيئا ، وقد قرب النصر من قوته فكن مترقبا لوروده مستعدا لشكره .
[ ص: 360 ]
وفي هذا الفتح قولان :
أحدهما : فتح
مكة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد .
الثاني : فتح المدائن والقصور ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير ، وقيل ما فتحه عليه من العلوم .
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فيهم قولان :
أحدهما : أنهم أهل
اليمن ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(الدين يمان والفقه يمان والحكمة يمانية) وروي عنه عليه السلام أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=691400 (إني لأجد نفس ربكم من قبل اليمن) وفيه تأويلان :
أحدهما : أنه الفرج لتتابع إسلامهم أفواجا .
الثاني : معناه أن الله تعالى نفس الكرب عن نبيه بأهل
اليمن ، وهم
الأنصار . القول الثاني : أنهم سائر الأمم الذين دخلوا في الإسلام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : لما فتح الله على رسوله
مكة ، قالت
العرب بعضهم لبعض : أيها القوم ليس لكم به ولا بالقوم يد ، فجعلوا يدخلون في دين الله أفواجا أمة أمة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : والأمة أربعون رجلا ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الأفواج (الزمر) ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي : الأفواج القبائل . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=695014 (إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا وسيخرجون أفواجا) .
[ ص: 361 ] nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2أفواجا جماعات كثيفة كأهل
مكة والطائف واليمن وهوازن وقبائل سائر
العرب .
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2يدخلون حال ، على أن (رأيت) بمعنى أبصرت ، أو مفعول ثان على أن رأيت بمعنى علمت .
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا في
nindex.php?page=treesubj&link=20009_33143_33142أمره بهذا التسبيح والاستغفار وجهان :
أحدهما : أنه أراد بالتسبيح الصلاة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وبالاستغفار مداومة الذكر .
الثاني : أنه أراد صريح التسبيح ، الذي هو التنزيه والاستغفار من الذنوب . روت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657755كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية يكثر أن يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، أستغفرك وأتوب إليك ، فقلت : يا رسول الله ما هذه الكلمات التي أراك أحدثتها؟ فقال : (جعلت لي علامة في أمتي إذا رأيتها قلتها) وفي قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3إنه كان توابا وجهان :
أحدهما : قابل التوبة . والثاني : متجاوز عن الصغائر . وفي أمره بهذا بعد النصر والفتح وجهان :
أحدهما : ليكون ذلك منه شكرا لله تعالى على نعمه ، لأن تجديد النعم يوجب تجديد الشكر .
الثاني : أنه نعى إليه نفسه ، ليجد في عمله . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : وداع من الله ، ووداع من الدنيا ، فلم يعش بعدها إلا سنتين مستديما التسبيح والاستغفار كما أمر ، وكان قد لبث أربعين سنة لم يوح إليه ، ورأى رؤيا النبوة سنتين ، ومات في شهر ربيع الأول وفيه هاجر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل : نزلت هذه السورة بعد فتح
الطائف ، والفتح فتح
مكة ،
[ ص: 362 ]
والناس أهل
اليمن ، وهي آية موت النبي صلى الله عليه وسلم فلما نزلت قرأها على
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ففرحا بالنصر وبدخول الناس أفواجا في دين الله عز وجل ، وسمعها
nindex.php?page=showalam&ids=14745العباس فبكى ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(ما يبكيك يا عم؟ فقال : نعيت إليك نفسك) ، قال : (إنه لكما تقول) .
nindex.php?page=treesubj&link=28883وهذه السورة تسمى التوديع ، عاش النبي بعدها حولا على قول
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل ، وحولين على قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قابل ، فنزل
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3اليوم أكملت لكم دينكم الآية ، فعاش بعدها ثمانين يوما ، ثم نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128لقد جاءكم رسول فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوما ، ثم نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله فعاش بعدها واحدا وعشرين يوما . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17131مقاتل : عاش بعدها سبعة أيام ، والله أعلم وصلوات الله عليه متتابعة لا تنقطع على مر الأزمان وكر الأوان ، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين .
[ ص: 359 ] سُورَةُ النَّصْرِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=29081_29677_30887nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ nindex.php?page=treesubj&link=29081_29677nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا nindex.php?page=treesubj&link=29081_19703_20009_20011_28723_31009_33142_34513nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ أَمَّا النَّصْرُ فَهُوَ الْمَعُونَةُ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ قَدْ نَصَرَ الْغَيْثُ الْأَرْضَ إِذَا أَعَانَ عَلَى نَبَاتِهَا وَمَنَعَ مِنْ قَحْطِهَا ، قَالَ الشَّاعِرُ
إِذَا انْسَلَخَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ فَوَدِّعِي بِلَادَ تَمِيمٍ وَانْصُرِي أَرْضَ عَامِرِ
وَفِي الْمَعْنِيِّ بِهَذَا النَّصْرِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : نَصْرُ الرَّسُولِ عَلَى
قُرَيْشٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ .
الثَّانِي : نَصْرُهُ عَلَى كُلِّ مَنْ قَاتَلَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ ، فَإِنَّ عَاقِبَةَ النَّصْرِ كَانَتْ لَهُ . وَقِيلَ : إِذَا جَاءَ نَصْرُهُ بِإِظْهَارِهِ إِيَّاكَ عَلَى أَعْدَائِكَ ، وَالْفَتْحُ : فَتْحُهُ
مَكَّةَ وَقِيلَ الْمُرَادُ حِينَ نَصَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَفَتَحَ
مَكَّةَ وَسَائِرَ الْبِلَادِ عَلَيْهِمْ . وَإِنَّمَا عَبَّرَ عَنِ الْحُصُولِ بِالْمَجِيءِ تَجَوُّزًا لِلْإِشْعَارِ بِأَنَّ الْمُقَدَّرَاتِ مُتَوَجِّهَةٌ حِينٌ إِلَى أَوْقَاتِهَا الْمُعَيَّنَةِ لَهَا ، فَتُعْرَفُ مِنْهَا شَيْئًا فَشَيْئًا ، وَقَدْ قَرَّبَ النَّصْرُ مَنْ قُوَّتِهِ فَكُنْ مُتَرَقِّبًا لِوُرُودِهِ مُسْتَعِدًّا لِشُكْرِهِ .
[ ص: 360 ]
وَفِي هَذَا الْفَتْحِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : فَتْحُ
مَكَّةَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ .
الثَّانِي : فَتْحُ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ ، وَقِيلَ مَا فَتَحَهُ عَلَيْهِ مِنَ الْعُلُومِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فِيهِمْ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُمْ أَهْلُ
الْيَمَنِ ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(اَلدِّينُ يَمَانٍ وَالْفِقْهُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ) وَرُوِيَ عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=691400 (إِنِّي لَأَجِدُ نَفَسَ رَبِّكُمْ مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ) وَفِيهِ تَأْوِيلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ الْفَرَجُ لِتُتَابِعِ إِسْلَامِهِمْ أَفْوَاجًا .
الثَّانِي : مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَفَّسَ الْكَرْبَ عَنْ نَبِيِّهِ بِأَهْلِ
الْيَمَنِ ، وَهُمُ
الْأَنْصَارُ . الْقَوْلُ الثَّانِي : أَنَّهُمْ سَائِرُ الْأُمَمِ الَّذِينَ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : لَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ
مَكَّةَ ، قَالَتِ
الْعَرَبُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَيُّهَا الْقَوْمُ لَيْسَ لَكُمْ بِهِ وَلَا بِالْقَوْمِ يَدٌ ، فَجَعَلُوا يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا أُمَّةً أُمَّةً . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : وَالْأُمَّةُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الْأَفْوَاجُ (اَلزُّمَرُ) ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ : الْأَفْوَاجُ الْقَبَائِلُ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=695014 (إِنَّ النَّاسَ دَخَلُوا فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا وَسَيَخْرُجُونَ أَفْوَاجًا) .
[ ص: 361 ] nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2أَفْوَاجًا جَمَاعَاتٍ كَثِيفَةً كَأَهْلِ
مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَالْيَمَنِ وَهَوَازِنَ وَقَبَائِلِ سَائِرِ
الْعَرَبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=2يَدْخُلُونَ حَالٌ ، عَلَى أَنَّ (رَأَيْتَ) بِمَعْنَى أَبْصَرْتَ ، أَوْ مَفْعُولٌ ثَانٍ عَلَى أَنَّ رَأَيْتَ بِمَعْنَى عَلِمْتَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا فِي
nindex.php?page=treesubj&link=20009_33143_33142أَمْرِهِ بِهَذَا التَّسْبِيحِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ أَرَادَ بِالتَّسْبِيحِ الصَّلَاةَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَبِالِاسْتِغْفَارِ مُدَاوَمَةَ الذِّكْرِ .
الثَّانِي : أَنَّهُ أَرَادَ صَرِيحَ التَّسْبِيحِ ، الَّذِي هُوَ التَّنْزِيهُ وَالِاسْتِغْفَارُ مِنَ الذُّنُوبِ . رَوَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=657755كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الْكَلِمَاتُ الَّتِي أَرَاكَ أَحْدَثْتَهَا؟ فَقَالَ : (جُعِلَتْ لِي عَلَامَةً فِي أُمَّتِي إِذَا رَأَيْتُهَا قُلْتُهَا) وَفِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=3إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : قَابِلُ التَّوْبَةِ . وَالثَّانِي : مُتَجَاوِزٌ عَنِ الصَّغَائِرِ . وَفِي أَمْرِهِ بِهَذَا بَعْدَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : لِيَكُونَ ذَلِكَ مِنْهُ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى نِعَمِهِ ، لِأَنَّ تَجْدِيدَ النِّعَمِ يُوجِبُ تَجْدِيدَ الشُّكْرِ .
الثَّانِي : أَنَّهُ نَعَى إِلَيْهِ نَفْسَهُ ، لِيَجِدَّ فِي عَمَلِهِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : وَدَاعٌ مِنَ اللَّهِ ، وَوَدَاعٌ مِنَ الدُّنْيَا ، فَلَمْ يَعِشْ بَعْدَهَا إِلَّا سَنَتَيْنِ مُسْتَدِيمًا التَّسْبِيحَ وَالِاسْتِغْفَارَ كَمَا أُمِرَ ، وَكَانَ قَدْ لَبِثَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ ، وَرَأَى رُؤْيَا النُّبُوَّةِ سَنَتَيْنِ ، وَمَاتَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَفِيهِ هَاجَرَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ : نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ بَعْدَ فَتْحِ
الطَّائِفِ ، وَالْفَتْحُ فَتْحُ
مَكَّةَ ،
[ ص: 362 ]
وَالنَّاسُ أَهْلُ
الْيَمَنِ ، وَهِيَ آيَةُ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا نَزَلَتْ قَرَأَهَا عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ فَفَرِحَا بِالنَّصْرِ وَبِدُخُولِ النَّاسِ أَفْوَاجًا فِي دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَسَمِعَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=14745الْعَبَّاسُ فَبَكَى ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(مَا يُبْكِيكَ يَا عَمُّ؟ فَقَالَ : نُعِيَتْ إِلَيْكَ نَفْسُكَ) ، قَالَ : (إِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُ) .
nindex.php?page=treesubj&link=28883وَهَذِهِ السُّورَةُ تُسَمَّى التَّوْدِيعَ ، عَاشَ النَّبِيُّ بَعْدَهَا حَوْلًا عَلَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٍ ، وَحَوْلَيْنِ عَلَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، ثُمَّ حَجَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَابِلٍ ، فَنَزَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ الْآيَةَ ، فَعَاشَ بَعْدَهَا ثَمَانِينَ يَوْمًا ، ثُمَّ نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=128لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ فَعَاشَ بَعْدَهَا خَمْسَةً وَثَلَاثِينَ يَوْمًا ، ثُمَّ نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ فَعَاشَ بَعْدَهَا وَاحِدًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17131مُقَاتِلٌ : عَاشَ بَعْدَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُتَتَابِعَةٌ لَا تَنْقَطِعُ عَلَى مَرِّ الْأَزْمَانِ وَكَرِّ الْأَوَانِ ، وَعَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ .