[ ص: 23 ] nindex.php?page=treesubj&link=28883_28867أسماء القرآن
سمى الله القرآن في كتابه بأربعة أسماء:
أحدها: القرآن، قال الله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن
والثاني: الفرقان قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تبارك الذي نزل الفرقان على عبده
والثالث: الكتاب قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب
والرابع: الذكر قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إنا نحن نزلنا الذكر
فأما تسميته بالقرآن ففيه تأويلان:
أحدهما: وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس، مصدر من قولك قرأت أي بينت، استشهادا بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=18فإذا قرأناه فاتبع قرآنه يعني إذا بيناه فاعمل به.
[ ص: 24 ]
والتأويل الثاني: وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة، أنه مصدر من قولك: قرأت الشيء، إذا جمعته وضممت بعضه إلى بعض، لأنه آي مجموعة، مأخوذ من قولهم: ما قرأت هذه الناقة سلى قط، أي لم ينضم رحمها على ولد، كما قال
عمرو بن كلثوم: تريك إذا دخلت على خلاء وقد أمنت عيون الكاشحينا ذراعي عيطل أدماء بكر
هجان اللون لم تقرأ جنينا
أي لم تضم رحما على ولد، ولذلك سمي قرء العدة قرءا لاجتماع دم الحيض في الرحم.
فأما تسميته بالفرقان، فلأن الله عز وجل فرق فيه بين الحق والباطل، وهو قول الجماعة، لأن أصل الفرقان هو الفرق بين شيئين.
وأما تسميته بالكتاب، فلأنه مصدر من قولك: كتبت كتابا، والكتاب هو خط الكاتب حروف المعجم مجموعة ومتفرقة، وسمي كتابا وإن كان مكتوبا، كما قال الشاعر
تؤمل رجعة مني وفيها كتاب مثل ما لصق الغراء
يعني مكتوبا، والكتابة مأخوذة من الجمع من قولهم: كتبت السقاء، إذا جمعته بالخرز قال الشاعر
لا تأمنن فزاريا خلوت به على قلوصك واكتبها بأسياد
وأما تسميته بالذكر، ففيه تأويلان:
أحدهما: أنه ذكر من الله تعالى ذكر به عباده، وعرفهم فيه فرائضه وحدوده.
والثاني: أنه ذكر وشرف وفخر لمن آمن به، وصدق بما جاء فيه، كما قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وإنه لذكر لك ولقومك يعني أنه شرف له ولقومه.
[ ص: 25 ] أما التوارة، فإن الفراء يجعلها مشتقة من قولهم: وري الزند إذا خرج ناره، يريد أنها ضياء.
وأما الزبور، فإنه مشتق من قولهم: زبر الكتاب يزبره إذا كتبه، ومنه قول الشاعر:
عرفت الديار كرقم الكتا ب يزبره الكاتب الحميري
وأما الإنجيل، فهو مأخوذ من نجلت الشيء، إذا أخرجته، ومنه قيل لنسل الرجل: نجله، كأنه هو استخرجهم، قال الشاعر:
أنجب أيام والديه معا إذ نجلاه فنعم ما نجلا
[ ص: 23 ] nindex.php?page=treesubj&link=28883_28867أَسْمَاءُ الْقُرْآنِ
سَمَّى اللَّهُ الْقُرْآنَ فِي كِتَابِهِ بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ:
أَحَدُهَا: الْقُرْآنُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=3نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ
وَالثَّانِي: الْفُرْقَانُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ
وَالثَّالِثُ: الْكِتَابُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=1الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ
وَالرَّابِعُ: الذِّكْرُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
فَأَمَّا تَسْمِيَتُهُ بِالْقُرْآنِ فَفِيهِ تَأْوِيلَانِ:
أَحَدُهُمَا: وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِكَ قَرَأْتُ أَيْ بَيَّنْتُ، اسْتِشْهَادًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=18فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ يَعْنِي إِذَا بَيَّنَّاهُ فَاعْمَلْ بِهِ.
[ ص: 24 ]
وَالتَّأْوِيلُ الثَّانِي: وَهُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ، أَنَّهُ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِكَ: قَرَأْتُ الشَّيْءَ، إِذَا جَمَعْتَهُ وَضَمَمْتَ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، لِأَنَّهُ آيٌ مَجْمُوعَةٌ، مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: مَا قَرَأَتْ هَذِهِ النَّاقَةُ سَلًى قَطُّ، أَيْ لَمْ يَنْضَمَّ رَحِمُهَا عَلَى وَلَدٍ، كَمَا قَالَ
عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: تُرِيكَ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى خَلَاءٍ وَقَدْ أَمِنَتْ عُيُونَ الْكَاشِحِينَا ذِرَاعَيْ عَيْطَلٍ أَدْمَاءَ بِكْرٍ
هِجَانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ جَنِينَا
أَيْ لَمْ تَضُمَّ رَحِمًا عَلَى وَلَدٍ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ قُرْءُ الْعِدَّةِ قُرْءًا لِاجْتِمَاعِ دَمِ الْحَيْضِ فِي الرَّحِمِ.
فَأَمَّا تَسْمِيَتُهُ بِالْفُرْقَانِ، فَلِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَّقَ فِيهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَهُوَ قَوْلُ الْجَمَاعَةِ، لِأَنَّ أَصْلَ الْفُرْقَانِ هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ.
وَأَمَّا تَسْمِيَتُهُ بِالْكِتَابِ، فَلِأَنَّهُ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِكَ: كَتَبْتُ كِتَابًا، وَالْكِتَابُ هُوَ خَطُّ الْكَاتِبِ حُرُوفَ الْمُعْجَمِ مَجْمُوعَةً وَمُتَفَرِّقَةً، وَسُمِّيَ كِتَابًا وَإِنْ كَانَ مَكْتُوبًا، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ
تُؤَمِّلُ رَجْعَةً مِنِّي وَفِيهَا كِتَابٌ مِثْلُ مَا لَصِقَ الْغِرَاءُ
يَعْنِي مَكْتُوبًا، وَالْكِتَابَةُ مَأْخُوذَةٌ مِنَ الْجَمْعِ مِنْ قَوْلِهِمْ: كَتَبْتُ السِّقَاءَ، إِذَا جَمَعْتَهُ بِالْخَرَزِ قَالَ الشَّاعِرُ
لَا تَأْمَنَنَّ فَزَارِيًّا خَلَوْتَ بِهِ عَلَى قَلُوصِكَ وَاكْتُبْهَا بِأَسْيَادِ
وَأَمَّا تَسْمِيَتُهُ بِالذِّكْرِ، فَفِيهِ تَأْوِيلَانِ:
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ ذِكْرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذَكَّرَ بِهِ عِبَادَهُ، وَعَرَّفَهُمْ فِيهِ فَرَائِضَهُ وَحُدُودَهُ.
وَالثَّانِي: أَنَّهُ ذِكْرٌ وَشَرَفٌ وَفَخْرٌ لِمَنْ آمَنَ بِهِ، وَصَدَّقَ بِمَا جَاءَ فِيهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=44وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ يَعْنِي أَنَّهُ شَرَفٌ لَهُ وَلِقَوْمِهِ.
[ ص: 25 ] أَمَّا التَّوْارَةُ، فَإِنَّ الْفَرَّاءَ يَجْعَلُهَا مُشْتَقَّةً مِنْ قَوْلِهِمْ: وَرِيَ الزَّنْدُ إِذَا خَرَجَ نَارُهُ، يُرِيدُ أَنَّهَا ضِيَاءٌ.
وَأَمَّا الزَّبُورُ، فَإِنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ قَوْلِهِمْ: زَبَرَ الْكِتَابَ يَزْبُرُهُ إِذَا كَتَبَهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
عَرَفْتُ الدِّيَارَ كَرَقْمِ الْكِتَا بِ يَزْبُرُهُ الْكَاتِبُ الْحِمْيَرِيُّ
وَأَمَّا الْإِنْجِيلُ، فَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ نَجَلْتَ الشَّيْءَ، إِذَا أَخْرَجْتَهُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِنَسْلِ الرَّجُلِ: نَجْلُهُ، كَأَنَّهُ هُوَ اسْتَخْرَجَهُمْ، قَالَ الشَّاعِرُ:
أَنْجَبُ أَيَّامِ وَالِدَيْهِ مَعًا إِذْ نَجَلَاهُ فَنِعْمَ مَا نَجَلَا