كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين
كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه سبب نزول هذه الآية أن اليهود أنكروا تحليل النبي صلى الله عليه وسلم لحوم الإبل ، فأخبر الله تعالى بتحليلها لهم حين حرمها إسرائيل على نفسه ، لأنه لما أصابه وجع العرق الذي يقال له: عرق النسا ، نذر تحريم العروق على نفسه ، وأحب الطعام إليه ، وكانت لحوم الإبل من أحب الطعام إليه. واختلفوا في إسرائيل على نفسه هل كان بإذن الله تعالى أم لا؟ على اختلافهم في اجتهاد الأنبياء على قولين: أحدهما: لم يكن إلا بإذنه وهو قول من زعم أن ليس لنبي أن يجتهد. [ ص: 410 ] تحريم
والثاني: باجتهاده من غير إذن ، وهو قول من زعم أن للنبي أن يجتهد. واختلفوا في على قولين: أحدهما: أنهم حرموه على أنفسهم اتباعا لإسرائيل. والثاني: أن التوراة نزلت بتحريمها فحرموها بعد نزولها ، والأول أصح. تحريم اليهود ذلك على أنفسهم