الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل فيهم قولان: أحدهما: أنها نزلت في اليهود ، بخلوا بما عندهم من التوراة من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وكتموه وأمروا الناس بكتمه. ويكتمون ما آتاهم الله من فضله يعني نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا قول ، مجاهد ، وقتادة . والثاني: يبخلون بالإنفاق في طاعة الله عز وجل ويأمرون الناس بذلك ، وهو قول والسدي ، والبخل أن يبخل بما في يديه ، والشح أن يشح على ما في أيدي الناس يحب أن يكون له. قوله تعالى: طاوس والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر فيهم قولان: أحدهما: أنهم اليهود ، وهو قول والثاني: هم المنافقون ، وهو قول مجاهد. الزجاج. ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا القرين هو الصاحب الموافق ، كما قال عدي بن زيد:
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه فإن القرين بالمقارن مقتدي
وأصل القرين من الأقران ، والقرن بالكسر المماثل لأقرانه في الصفة ، والقرن بالفتح: أهل العصر لاقترانهم في الزمان ، ومنه قرن البهيمة لاقترانه بمثله. وفي المراد يكون قرينا للشيطان قولان: [ ص: 488 ]
أحدهما: أنه مصاحبه في أفعاله. والثاني: أن الشيطان يقترن به في النار.