ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا
قوله تعالى: ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء يعني اليهود في تزكيتهم أنفسهم أربعة أقاويل: أحدها: قولهم نحن أبناء الله وأحباؤه ، وهذا قول ، قتادة [ ص: 495 ] والحسن.
والثاني: تقديمهم أطفالهم لإمامتهم زعما منهم أنه لا ذنوب لهم ، وهذا قول ، مجاهد . والثالث: هو قولهم: إن أبناءنا يستغفرون لنا ويزكوننا ، وهذا قول وعكرمة . والرابع: هو تزكية بعضهم لبعض لينالوا به شيئا من الدنيا ، وهذا قول ابن عباس . ابن مسعود ولا يظلمون فتيلا فيه قولان: أحدهما: أي الفتيل الذي في شق النواة ، وهو قول ، عطاء ، وقتادة ، ومجاهد ، وأحد قولي والحسن . قال ابن عباس الفتيل ما في بطن النواة ، والنقير ما في ظهرها ، والقطمير قشرها. والثاني: أنه ما انفتل بين الأصابع من الوسخ ، وهذا قول الحسن: ، وأحد قولي السدي . قوله تعالى: ابن عباس ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت فيه خمسة أقاويل: أحدها: أنهما صنمان كان المشركون يعبدونهما ، وهذا قول والثاني: أن الجبت: الأصنام ، والطاغوت: تراجمة الأصنام ، وهذا قول عكرمة. . والثالث: أن الجبت السحر ، والطاغوت: الشيطان ، وهذا قول ابن عباس ، عمر والرابع: أن الجبت الساحر ، والطاغوت الكاهن ، وهذا قول ومجاهد. والخامس: أن الجبت سعيد بن جبير. حيي بن أخطب ، والطاغوت كعب بن الأشرف ، وهو قول [ ص: 496 ] الضحاك.