وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
قوله تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ومعنى شجر بينهم أي وقع بينهم من المشاجرة وهي المنازعة والاختلاف ، سمي ذلك مشاجرة ، لتداخل بعض الكلام كتداخل الشجر بالتفافها. ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت وفي الحرج تأويلان: أحدهما: يعني شكا وهو قول والثاني: يعني إثما ، وهو قول مجاهد. واختلف في سبب نزولها على قولين. أحدهما: أنها نزلت في المنافق واليهودي اللذين احتكما إلى الطاغوت ، وهذا قول الضحاك. ، مجاهد والثاني: أنها نزلت في والشعبي. ورجل من الأنصار قد شهد الزبير بدرا ، تخاصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج من الحرة كانا يسقيان به نخلا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اسق يا ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله، آن كان ابن عمتك؟ فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف أن قد ساءه ، ثم قال يا [ ص: 504 ] زبير،
(احبس الماء إلى الجدر أو الكعبين ثم خل سبيل الماء) فنزلت هذه الآية زبير: ، وهذا قول ، عبد الله بن الزبير ، وعروة وأم سلمة.