ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما
قوله تعالى: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا أما الصديقون فهو جمع صديق ، وهم أتباع الأنبياء. وفي تسمية الصديق قولان: أحدهما: أنه فعيل من الصدق. والثاني: أنه فعيل من الصدقة. وأما الشهداء فجمع شهيد ، وهو المقتول في سبيل الله تعالى. وفي قولان: أحدهما: لقيامه بشهادة الحق ، حتى قتل في سبيل الله.والثاني: لأنه يشهد كرامة الله تعالى في الآخرة. ويشهد على العباد بأعمالهم يوم القيامة إذا ختم له بالقتل في سبيل الله. [ ص: 505 ] تسمية الشهيد
وأما الصالحون فجمع صالح وفيه قولان: أحدهما: أنه كل من صلح عمله. والثاني: هو كل من صلحت سريرته وعلانيته. وأما الرفيق ففيه قولان: أحدهما: أنه مأخوذ من الرفق في العمل. والثاني: أنه مأخوذ من الرفق في السير. وسبب نزول هذه الآية على ما حكاه الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والربيع أن ناسا توهموا أنهم لا يرون الأنبياء في الجنة لأنهم في أعلى عليين ، وحزنوا وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية. والسدي