قوله عز وجل: ولا تقعدوا بكل صراط توعدون الصراط: الطريق ، قال الشاعر:
شحنا أرضهم بالخيل حتى تركناهم أذل من الصراط
وفي المراد به ثلاثة أقاويل: أحدهما: أنهم كانوا يقعدون على الطريق إلى شعيب يؤذون من قصده للإيمان به ويخوفونه بالقتل ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة . والثاني: أنه نهاهم عن قطع الطريق ، قاله أبو هريرة. والثالث: أنهم العشارون نهاهم عن تعشير أموال الناس. [ ص: 239 ] وتصدون عن سبيل الله من آمن به ويحتمل وجهين: أحدهما: تصدون المؤمنين عن طاعة الله وعبادته. والثاني: تصدون من أراد الإيمان بإغوائه ومخادعته. وتبغونها عوجا قال قتادة : يعني تبغون السبيل عوجا عن الحق. والفرق بين العوج بالكسر وبالفتح أن العوج بكسر العين ما كان في الدين ، ولا يرى ، والعوج بفتح العين ما كان في العود ، وما يرى. واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم حكى الزجاج فيه ثلاثة أوجه: أحدها: كثر عددكم بعد القلة قال ابن عباس : وذلك أن مدين بن إبراهيم تزوج زينا بنت لوط وولد آل مدين منها. والثاني: كثركم بالغنى بعد الفقر. والثالث: كثركم بالقوة بعد الضعف. وذكر بعض المفسرين وجها رابعا: أنه كثرهم بطول الأعمار بعد قصرها من قبل.


