قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين
قوله عز وجل: وكتبنا له في الألواح الآية في وكتبنا له قولان: أحدهما: فرضنا ، كقوله تعالى: كتب عليكم الصيام [البقرة: 183] أي فرض. والثاني: أنه كتابة خط بالقلم في ألواح أنزلها الله عليه. واختلفوا في على أربعة أقاويل: [ ص: 260 ] أحدها: أنها كانت من زمرد أخضر ، قاله الألواح من أي شيء كانت . والثاني: أنها كانت من ياقوت ، قاله مجاهد والثالث: أنها كانت من زبرجد ، قاله ابن جبير. . والرابع: قاله أبو العالية كانت الألواح من خشب ، واللوح مأخوذ من أن المعاني تلوح بالكتابة فيه. وفي قوله: الحسن من كل شيء قولان: أحدهما: من كل شيء يحتاج إليه في دينه من الحلال والحرام والمباح والمحظور والواجب وغير الواجب. والثاني: كتب له التوراة فيها من كل شيء من الحكم والعبر. وفي قوله: موعظة وتفصيلا تأويلان: أحدهما: أن الموعظة النواهي ، والتفصيل: الأوامر ، وهو معنى قول والثاني: الموعظة: الزواجر ، والتفصيل: الأحكام ، وهو معنى قول الكلبي. قال: وكانت سبعة ألواح. مقاتل. فخذها بقوة فيه أربعة أقاويل: أحدها: بجد واجتهاد قاله . والثاني: بطاعة ، قاله السدي . والثالث: بصحة عزيمة ، قاله الربيع بن أنس والرابع: بشكر ، قاله علي بن عيسى. جويبر. وأمر قومك يأخذوا بأحسنها لم يقل ذلك لأن فيها غير حسن ، وفيه ثلاثة تأويلات: أحدها: أن أحسنها: المفروضات ، وغير الأحسن: المباحات. والثاني: أنه الناسخ دون المنسوخ. [ ص: 261 ] والثالث: أن فعل ما أمر به أحسن من ترك ما نهي عنه لأن العمل أثقل من الترك وإن كان طاعة. سأريكم دار الفاسقين فيها أربعة أقاويل: أحدها: هي جهنم ، قاله ، الحسن . والثاني: هي منازل من هلك بالتكذيب من ومجاهد عاد وثمود والقرون الخالية ، لتعتبروا بها وبما صاروا إليه من النكال ، قاله . والثالث: أنها منازل سكان قتادة الشام الجبابرة والعمالقة. والرابع: أنها دار فرعون وهي مصر. وقرأ قسامة بن زهير: (سأورثكم).