يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير
قوله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض قال الحسن : دعوا إلى غزوة ومجاهد تبوك فتثاقلوا فنزل ذلك فيهم. وفي قوله: اثاقلتم إلى الأرض ثلاثة أوجه: أحدها: إلى الإقامة بأرضكم ووطنكم. والثاني: إلى الأرض حين أخرجت الثمر والزرع. قال : دعوا إلى ذلك أيام إدراك النخل ومحبة القعود في الظل. مجاهد
الثالث: اطمأننتم إلى الدنيا ، فسماها أرضا لأنها فيها ، وهذا قول وقد بينه قوله تعالى: الضحاك. أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة يعني بمنافع الدنيا بدلا من ثواب الآخرة. [ ص: 363 ] والفرق بين الرضا والإرادة أن الرضا لما مضى ، والإرادة لما يأتي. فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل لانقطاع هذا ودوام ذاك. قوله عز وجل: إلا تنفروا يعني في الجهاد. يعذبكم عذابا أليما قال : احتباس القطر عنهم هو العذاب الأليم الذي أوعدتم ويحتمل أن يريد بالعذاب الأليم أن يظفر بهم أعداؤهم. ابن عباس ويستبدل قوما غيركم يعني ممن ينفر إذا دعي ويجيب إذا أمر. ولا تضروه شيئا فيه وجهان: أحدهما: ولا تضروا الله بترك النفير ، قاله . والثاني: ولا تضروا الرسول ، لما تكفل الله تعالى به من نصرته ، قاله الحسن . الزجاج