انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون
قوله عز وجل: انفروا خفافا وثقالا فيه عشرة تأويلات: أحدها: يعني شبابا وشيوخا ، قاله الحسن وعكرمة ومجاهد . والثاني: في اليسر والعسر فقراء وأغنياء ، قاله أبو صالح. والثالث: مشاغيل وغير مشاغيل ، قاله الحكم. والرابع: نشاطا وغير نشاط ، قاله ابن عباس وقتادة . والخامس: ركبانا ومشاة ، قاله أبو عمرو الأوزاعي. والسادس: ذا صنعة وغير ذي صنعة ، قاله ابن زيد . والسابع: ذا عيال وغير ذي عيال ، قاله زيد بن أسلم. والثامن: أصحاء وغير أصحاء ومرضى ، قاله جويبر. [ ص: 366 ] والتاسع: على خفة البعير وثقله ، قاله علي بن عيسى والطبري. والعاشر: خفافا إلى الطاعة وثقالا عن المخالفة. ويحتمل حادي عشر: خفافا إلى المبارزة ، وثقالا في المصابرة. وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله أما الجهاد بالنفس فمن فروض الكفايات إلا عند هجوم العدو فيصير متعينا. وأما بالمال فبزاده وراحلته إذا قدر على الجهاد بنفسه ، فإن عجز عنه بنفسه فقد ذهب قوم إلى أن بذل المال يلزم بدلا عن نفسه. وقال جمهورهم: لا يجب لأن المال في الجهاد تبع النفس إلا سهم سبيل الله من الزكاة. ذلكم خير لكم فيه وجهان: أحدهما: أن الجهاد خير لكم من تركه إلى ما أبيح من القعود عنه. والثاني: معناه أن الخير في الجهاد لا في تركه. إن كنتم تعلمون فيه وجهان: أحدهما: إن كنتم تعلمون صدق الله تعالى فيما وعد به من ثوابه وجنته. والثاني: إن كنتم تعلمون أن الخير في الجهاد. ويحتمل وجها ثالثا: إن كنتم تعلمون أن الله تعالى يريد لكم الخير.


