قوله عز وجل: ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا فيهم خمسة أقاويل:
[ ص: 136 ] أحدهما: أنهم قريش بدلوا نعمة الله عليهم لما بعث رسوله منهم ، كفرا به وجحودا له ، قاله سعيد بن جبير ومجاهد.
الثاني: أنها نزلت في الأفجرين من قريش بني أمية وبني مخزوم ، فأما بنو أمية فمتعوا إلى حين ، وأما بنو مخزوم فأهلكوا يوم بدر ، قاله ، ونحوه عن علي رضي الله عنهما. عمر
الثالث: أنهم قادة المشركين يوم بدر ، قاله . قتادة
الرابع: أنه من جبلة الأيهم حين لطم ، فجعل له رضي الله عنه القصاص بمثلها ، فلم يرض وأنف فارتد متنصرا ولحق بالروم في جماعة من قومه ، قاله عمر . ولما صار إلى ابن عباس بلاد الروم ندم وقال :
تنصرت الأشراف من عار لطمة وما كان فيها لو صبرت لها ضرر تكنفني منها لجاج ونخوة
وبعث لها العين الصحيحة بالعور فيا ليتني أرعى المخاض ببلدتي
ولم أنكر القول الذي قاله عمر
الخامس: أنها عامة في جميع المشركين ، قاله ويحتمل تبديلهم نعمة الله كفرا وجهين: أحدهما: أنهم بدلوا نعمة الله عليهم في الرسالة بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم. الحسن.
الثاني: أنهم بدلوا نعم الدنيا بنقم الآخرة. وأحلوا قومهم دار البوار فيها قولان: أحدهما: أنها جهنم ، قاله ابن زيد.
الثاني: أنها يوم بدر ، قاله رضي الله عنه علي بن أبي طالب والبوار في كلامهم الهلاك، ومنه قول الشاعر: ومجاهد.
[ ص: 137 ]
فلم أر مثلهم أبطال حرب غداة الحرب إن خيف البوار