قوله عز وجل: وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد فيه قولان: أحدهما: أن الأصفاد الأغلال ، واحدها صفد ، ومنه قول : حسان
ما بين مأسور يشد صفاده صقر إذا لاقى الكريهة حامي
[ ص: 145 ] الثاني: أنها القيود ، ومنه قول عمرو بن كلثوم :
فآبوا بالنهاب وبالسبايا وأبنا بالملوك مصفدينا
أي مقيدين. وأما قول النابغة الذبياني :
هذا الثناء فإن تسمع لقائله فلم أعرض ، أبيت اللعن ، بالصفد
فأراد بالصفد العطية ، وقيل لها صفد لأنها تقيد المودة. وفي المجرمين المقرنين في الأصفاد قولان: أحدهما: أنهم الكفار يجمعون في الأصفاد كما اجتمعوا في الدنيا على المعاصي.
الثاني: أنه يجمع بين الكافر والشيطان في الأصفاد. قوله عز وجل: سرابيلهم من قطران السرابيل: القمص ، واحدها سربال ، ومنه قول الأعشى :
عهدي بها في الحي قد سربلت صفراء مثل المهرة الضامر
وفي القطران ها هنا قولان: أحدهما: أنه القطران الذي تهنأ به الجمال ، قاله ، وإنما جعلت سرابيلهم من قطران لإسراع النار إليها. الحسن
الثاني: أنه النحاس الحامي ، قاله ابن عباس وقرأ وسعيد بن جبير. عكرمة وسعيد بن جبير من قطران بكسر القاف وتنوين الراء وهمز آن ؛ لأن القطر النحاس ، ومنه قوله تعالى آتوني أفرغ عليه قطرا [الكهف: 96] والآني: الحامي ، ومنه قوله تعالى : وبين حميم آن [الرحمن: 44] . [ ص: 146 ]