nindex.php?page=treesubj&link=28987_32036_32412_32414_32445_34275nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=80والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين nindex.php?page=treesubj&link=28987_28659_31757_32412_32415_32433_34275nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون nindex.php?page=treesubj&link=28987_30549_32028_32409nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=82فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين nindex.php?page=treesubj&link=28987_30549_32409nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=83يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون
قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81والله جعل لكم مما خلق ظلالا فيه وجهان: أحدهما: البيوت ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي.
الثاني: الشجر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81وجعل لكم من الجبال أكنانا الأكنان: جمع كن وهو الموضع الذي يستكن فيه، وفيه وجهان:
[ ص: 206 ] أحدهما أنه ظل الجبال.
الثاني: أنه ما فيها من غار أو شرف.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر يعني ثياب القطن والكتان والصوف.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81وسرابيل تقيكم بأسكم يعني الدروع التي تقي البأس ، وهي الحرب. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج: كل ما لبس من قميص ودروع فهو سربال. فإن قيل: فكيف قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81وجعل لكم من الجبال أكنانا ولم يذكر السهل وقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81تقيكم الحر ولم يذكر البرد؟ فعن ذلك ثلاثة أجوبة: أحدها: أن القوم كانوا أصحاب جبال ولم يكونوا أصحاب سهل ، وكانوا أهل حر ولم يكونوا أهل برد ، فذكر لهم نعمه عليهم مما هو مختص بهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء.
الثاني: أنه اكتفى بذكر أحدهما عن ذكر الآخر ، إذ كان معلوما أن من اتخذ من الجبال أكنانا اتخذ من السهل ، والسرابيل التي تقي الحر تقي البرد ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء ، ومثله قول الشاعر :
وما أدري إذا يممت أرضا أريد الخير أيهما يليني.
فكنى عن الشر ولم يذكره لأنه مدلول عليه.
الثالث: أنه ذكر الجبال لأنه قدم ذكر السهل بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=80والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وذكر الحر دون البرد تحذيرا من حر جهنم وتوقيا لاستحقاقها بالكف عن المعاصي.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون أي تؤمنون بالله إذا عرفتم نعمه عليكم. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لعلكم تسلمون بفتح التاء أي تسلمون من الضرر ، فاحتمل أن يكون عنى ضرر الحر والبرد واحتمل أن يكون ضرر القتال والقتل ، واحتمل أن يريد ضرر العذاب في الآخرة إن اعتبرتم وآمنتم. قوله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=83يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها فيه خمسة تأويلات:
[ ص: 207 ] أحدها: أنه عنى النبي صلى الله عليه وسلم يعرفون نبوته ثم ينكرونها ويكذبونه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي.
الثاني: أنهم يعرفون ما عدد الله تعالى عليهم في هذه السورة من النعم وأنها من عند الله وينكرونها بقولهم أنهم ورثوا ذلك عن آبائهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
الثالث: أن إنكارها أن يقول الرجل: لولا فلان ما كان كذا وكذا ولولا فلان ما أصبت كذا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16735عون بن عبد الله.
الرابع: أن معرفتهم بالنعمة إقرارهم بأن الله رزقهم ، وإنكارهم قولهم: رزقنا ذلك بشفاعة آلهتنا.
الخامس: يعرفون نعمة الله بتقلبهم فيها ، وينكرونها بترك الشكر عليها. ويحتمل سادسا: يعرفونها في الشدة ، وينكرونها في الرخاء. ويحتمل سابعا يعرفونها بأقوالهم ، وينكرونها بأفعالهم. قال
nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي: هذه السورة تسمى سورة النعم ؛ لما ذكر الله فيها من كثرة نعمه على خلقه.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=83وأكثرهم الكافرون فيه وجهان: أحدهما: معناه وجميعهم كافرون ، فعبر عن الجميع بالأكثر ، وهذا معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن.
الثاني: أنه قال
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=83وأكثرهم الكافرون لأن فيهم من جرى عليه حكم الكفر تبعا لغيره كالصبيان والمجانين ، فتوجه الذكر إلى المكلفين.
nindex.php?page=treesubj&link=28987_32036_32412_32414_32445_34275nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=80وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ nindex.php?page=treesubj&link=28987_28659_31757_32412_32415_32433_34275nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28987_30549_32028_32409nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=82فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ nindex.php?page=treesubj&link=28987_30549_32409nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=83يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالا فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: الْبُيُوتُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ.
الثَّانِي: الشَّجَرُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا الْأَكْنَانُ: جَمْعُ كِنٍّ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُسْتَكَنَّ فِيهِ، وَفِيهِ وَجْهَانِ:
[ ص: 206 ] أَحَدُهُمَا أَنَّهُ ظِلُّ الْجِبَالِ.
الثَّانِي: أَنَّهُ مَا فِيهَا مِنْ غَارٍ أَوْ شَرَفٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ يَعْنِي ثِيَابَ الْقُطْنِ وَالْكَتَّانِ وَالصُّوفِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ يَعْنِي الدُّرُوعَ الَّتِي تَقِي الْبَأْسَ ، وَهِيَ الْحَرْبُ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ: كُلُّ مَا لُبِسَ مِنْ قَمِيصٍ وَدُرُوعٍ فَهُوَ سِرْبَالٌ. فَإِنْ قِيلَ: فَكَيْفَ قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَلَمْ يَذْكُرِ السَّهْلَ وَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَلَمْ يَذْكُرِ الْبَرْدَ؟ فَعَنْ ذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَجْوِبَةٍ: أَحَدُهَا: أَنَّ الْقَوْمَ كَانُوا أَصْحَابَ جِبَالٍ وَلَمْ يَكُونُوا أَصْحَابَ سَهْلٍ ، وَكَانُوا أَهْلَ حَرٍّ وَلَمْ يَكُونُوا أَهْلَ بَرْدٍ ، فَذَكَرَ لَهُمْ نِعَمَهُ عَلَيْهِمْ مِمَّا هُوَ مُخْتَصٌّ بِهِمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٌ.
الثَّانِي: أَنَّهُ اكْتَفَى بِذِكْرِ أَحَدِهِمَا عَنْ ذِكْرِ الْآخَرِ ، إِذْ كَانَ مَعْلُومًا أَنَّ مَنِ اتَّخَذَ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا اتَّخَذَ مِنَ السَّهْلِ ، وَالسَّرَابِيلُ الَّتِي تَقِي الْحَرَّ تَقِي الْبَرْدَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَمَا أَدْرِي إِذَا يَمَّمْتُ أَرْضًا أُرِيدُ الْخَيْرَ أَيُّهُمَا يَلِينِي.
فَكَنَّى عَنِ الشَّرِّ وَلَمْ يَذْكُرْهُ لِأَنَّهُ مَدْلُولٌ عَلَيْهِ.
الثَّالِثُ: أَنَّهُ ذَكَرَ الْجِبَالَ لِأَنَّهُ قَدَّمُ ذِكْرَ السَّهْلِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=80وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَذَكَرَ الْحَرَّ دُونَ الْبَرْدِ تَحْذِيرًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ وَتَوَقِّيًا لِاسْتِحْقَاقِهَا بِالْكَفِّ عَنِ الْمَعَاصِي.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ أَيْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ إِذَا عَرَفْتُمْ نِعَمَهُ عَلَيْكُمْ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ لَعَلَّكُمْ تُسَلِّمُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ أَيْ تَسْلَمُونَ مِنَ الضَّرَرِ ، فَاحْتُمِلَ أَنْ يَكُونَ عَنَى ضَرَرَ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ وَاحْتُمِلَ أَنْ يَكُونَ ضَرَرَ الْقِتَالِ وَالْقَتْلِ ، وَاحْتُمِلَ أَنْ يُرِيدَ ضَرَرَ الْعَذَابِ فِي الْآخِرَةِ إِنِ اعْتَبَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=83يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا فِيهِ خَمْسَةُ تَأْوِيلَاتٍ:
[ ص: 207 ] أَحَدُهَا: أَنَّهُ عَنَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِفُونَ نُبُوَّتَهُ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَيُكَذِّبُونَهُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ.
الثَّانِي: أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ مَا عَدَّدَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ فِي هَذِهِ السُّورَةِ مِنَ النِّعَمِ وَأَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيُنْكِرُونَهَا بِقَوْلِهِمْ أَنَّهُمْ وَرِثُوا ذَلِكَ عَنْ آبَائِهِمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
الثَّالِثُ: أَنَّ إِنْكَارَهَا أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ: لَوْلَا فُلَانٌ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَوْلَا فُلَانٌ مَا أَصَبْتُ كَذَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16735عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
الرَّابِعُ: أَنَّ مَعْرِفَتَهُمْ بِالنِّعْمَةِ إِقْرَارُهُمْ بِأَنَّ اللَّهَ رَزَقَهُمْ ، وَإِنْكَارَهُمْ قَوْلُهُمْ: رُزِقْنَا ذَلِكَ بِشَفَاعَةِ آلِهَتِنَا.
الْخَامِسُ: يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ بِتَقَلُّبِهِمْ فِيهَا ، وَيُنْكِرُونَهَا بِتَرْكِ الشُّكْرِ عَلَيْهَا. وَيَحْتَمِلُ سَادِسًا: يَعْرِفُونَهَا فِي الشِّدَّةِ ، وَيُنْكِرُونَهَا فِي الرَّخَاءِ. وَيَحْتَمِلُ سَابِعًا يَعْرِفُونَهَا بِأَقْوَالِهِمْ ، وَيُنْكِرُونَهَا بِأَفْعَالِهِمْ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15097الْكَلْبِيُّ: هَذِهِ السُّورَةُ تُسَمَّى سُورَةُ النِّعَمِ ؛ لِمَا ذَكَرَ اللَّهُ فِيهَا مِنْ كَثْرَةِ نِعَمِهِ عَلَى خَلْقِهِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=83وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ فِيهِ وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا: مَعْنَاهُ وَجَمِيعُهُمْ كَافِرُونَ ، فَعَبَّرَ عَنِ الْجَمِيعِ بِالْأَكْثَرِ ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ.
الثَّانِي: أَنَّهُ قَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=83وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ لِأَنَّ فِيهِمْ مَنْ جَرَى عَلَيْهِ حُكْمُ الْكُفْرِ تَبَعًا لِغَيْرِهِ كَالصِّبْيَانِ وَالْمَجَانِينِ ، فَتَوَجَّهُ الذِّكْرُ إِلَى الْمُكَلَّفِينَ.