قوله عز وجل: ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر اختلف في اسم من أراده المشركون فيما ذكروه من تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربعة أقاويل: أحدها: أنه بلعام وكان قينا بمكة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليه يعلمه ، فاتهمته قريش أنه كان يتعلم منه ، قاله . مجاهد
الثاني: أنه كان عبدا أعجميا لامرأة بمكة، يقال له أبو فكيهة، كان يغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقرأ عليه ويتعلم منه، فقالوا لمولاته احبسيه فحبسته، وقالت له: اكنس
[ ص: 215 ] البيت وكل كناسته، ففعل وقال: والله ما أكلت أطيب منه ولا أحلى، وكان يسأل مولاته بعد ذلك أن تحبسه فلا تفعل.
الثالث: أنهما غلامان لبني الحضرمي ، وكانا من أهل عين التمر صيقلين يعملان السيوف اسم أحدهما يسار ، والآخر ، وكانا يقرآن التوراة ، وكان رسول الله ربما جلس إليهما ، قاله جبر حصين بن عبد الله بن مسلم.
الرابع: أنه ، قاله سلمان الفارسي . الضحاك لسان الذي يلحدون إليه أعجمي في يلحدون تأويلان: أحدهما: يميلون إليه.
الثاني: يعترضون به ، يعني أن لسان من نسبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التعلم منه أعجمي. وهذا لسان عربي مبين يعني باللسان القرآن لأنه يقرأ باللسان ، والعرب تقول: هذا لسان فلان ، تريد كلامه ، قال الشاعر :
لسان السوء تهديها إلينا وخنت وما حسبتك أن تخونا