قوله عز وجل: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا روى البراء بن عازب أن أعرابيا قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: إني رجل متعلم فأخبرني عن هذه الآية إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية . فقال رسول الله صلى عليه وسلم: (يا أعرابي ما أنت منهم ببعيد ولا هم ببعيد منك، هم هؤلاء الأربعة الذين هم وقوف، أبو بكر وعمر وعثمان فأعلم قومك أن هذه الآية نزلت فيهم) وعلي . قوله عز وجل: ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق أما السندس: ففيه قولان: أحدهما: أنه من ألطف من الديباج ، قاله الكلبي.
الثاني: ما رق من الديباج ، واحده سندسة، قاله وفي الإستبرق قولان: أحدهما: أنه ما غلظ من الديباج ، قاله ابن قتيبة. وهو فارسي معرب ، أصله استبره وهو الشديد ، وقد قال ابن قتيبة، المرقش:
[ ص: 305 ]
تراهن يلبسن المشاعر مرة وإستبرق الديباج طورا لباسها
الثاني: أنه الحرير المنسوج بالذهب ، قاله ابن بحر. متكئين فيها على الأرائك فيه ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها الحجال ، قاله الزجاج.
الثاني: أنها الفرش في الحجال.
الثالث: أنها السرر في الحجال ، وقد قال الشاعر:
خدودا جفت في السير حتى كأنما يباشرن بالمعزاء مس الأرائك