قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك ويرسل عليها حسبانا من السماء فتصبح صعيدا زلقا أو يصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا
قوله تعالى: فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك فيه وجهان: أحدهما: خيرا من جنتك في الدنيا فأساويك فيها.
الثاني: وهو الأشهر خيرا من جنتك في الآخرة ، فأكون أفضل منك فيها. ويرسل عليها حسبانا من السماء فيه خمسة تأويلات: أحدها: يعني عذابا ، قاله ابن عباس وقتادة.
الثاني: نارا.
الثالث: جرادا.
الرابع: عذاب حساب بما كسبت يداك ، قاله ؛ لأنه جزاء الآخرة. والجزاء من الله تعالى بحساب. الزجاج
الخامس: أنه المرامي الكثيرة ، قاله وأصله الحساب، وهي السهام التي يرمى بها في طلق واحد ، وكان من رمي الأساورة. الأخفش فتصبح صعيدا زلقا يعني أرضا بيضاء لا ينبت فيها نبات ولا يثبت عليها قدم ، وهي أضر أرض بعد أن كانت جنة أنفع أرض. أو يصبح ماؤها غورا يعني ويصبح ماؤها غورا ، فأقام أو مقام الواو ، و غورا يعني غائرا ذاهبا فتكون أعدم أرض للماء بعد أن كان فيها.
[ ص: 308 ] فلن تستطيع له طلبا ويحتمل وجهين: أحدهما: فلن تستطيع رد الماء الغائر.
الثاني: فلن تستطيع طلب غيره بدلا منه وإلى هذا الحد انتهت مناظرة أخيه وإنذاره.