فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها اختلف في هذه القرية على ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها أنطاكية ، قاله الكلبي.
الثاني: أنها الأبلة ، قاله . قتادة
الثالث: أنها باجروان بأرمينية، قاله مقاتل.
[ ص: 331 ] فأبوا أن يضيفوهما يقال أضفت الرجل إذا نزل عليك فأنت مضيف. وضفت الرجل إذا نزلت عليه فأنت ضيف. وكان الطلب منهما الفاقة عذرا فيهما. والمنع من أهل القرية لشح أثموا به. فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض أي كاد أن ينقض; ذلك على التشبيه بحال من يريد أن يفعل في التالي ، كقول الشاعر:
يريد الرمح صدر أبي براء ويرغب عن دماء بني عقيل
ومعنى ينقض يسقط بسرعة ، ويناقض ينشق طولا. وقرأ يريد أن ينقص بالصاد غير المعجمة ، من النقصان. يحيى بن يعمر فأقامه قال أقام الجدار بيده فاستقام ، وأصل الجدر الظهور ومنه الجدري لظهوره. وعجب سعيد بن جبير: موسى عليه السلام وقد استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فأقام لهم الجدار فـ قال لو شئت لتخذت عليه أجرا قال شر القرى لا تضيف الضيف ولا تعرف لابن السبيل حقه. قوله عز وجل: قتادة: قال هذا فراق بيني وبينك فيه وجهان: أحدهما: هذا الذي قلته فراق بيني وبينك الثاني: هذا الوقت فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا يحتمل وجهين: أحدهما: لم تستطع على المشاهدة له صبرا.
الثاني: لم تستطع على الإمساك عن السؤال عنه صبرا. فروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ابن عباس (رحم الله موسى لو صبر لاقتبس منه ألف باب) .