وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا
قوله تعالى: وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة زعم أن اسم الغلامين مقاتل صرم وصريم ، واسم أبيهما كاشخ ، واسم أمهما رهنا ، وأن المدينة قرية تسمى عيدشى. وحقيقة الجدار ما أحاط بالدار حتى يمنع منها ويحفظ بنيانها ، ويستعمل في غيرها من حيطانها مجازا.
[ ص: 336 ] وكان تحته كنز لهما وفي هذا الكنز ثلاثة أقاويل: أحدها: صحف علم ، قاله ، ابن عباس ، وسعيد بن جبير ومجاهد.
الثاني: لوح من ذهب مكتوب فيه حكم ، قاله ، وروى الحسن عن ابن الكلبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنس ( وكان تحته كنز لهما ، كان الكنز لوحا من ذهب مكتوبا فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجب لمن يؤمن بالموت كيف يفرح، عجب لمن يوقن بالقدر كيف يحزن، عجب لمن يوقن بزوال الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها، لا إله إلا الله محمد رسول الله) .
الثالث: كنز: مال مذخور من ذهب وفضة ، قاله عكرمة وقتادة. وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما قيل إنهما حفظا لصلاح أبيهما السابع ، قال إن الله تعالى يحفظ عبده المؤمن في ولده وولد ولده وفي ذريته وفي الدويرات حوله. وروى محمد بن المنكدر: عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. واختلف أهل العلم في أبو سعيد الخدري الخضر عليه السلام إلى اليوم ، فذهب قوم إلى بقائه لأنه شرب من عين الحياة. وذهب آخرون إلى أنه غير باق لأنه لو كان بقاء
[ ص: 337 ] باقيا لعرف ، ولأنه لا يجوز أن يكون بعد نبينا صلى الله عليه وسلم نبي وهذا قول من زعم أن الخضر نبي.