[ ص: 379 ] قوله تعالى: فخلف من بعدهم خلف الآية. في الفرق بين الخلف بتسكين اللام والخلف بتحريكها وجهان: أحدهما: أنه بالفتح إذا خلفه من كان من أهله ، وبالتسكين إذا خلفه من ليس من أهله.
الثاني: أن الخلف بالتسكين مستعمل في الذم ، وبالفتح مستعمل في المدح ، قال لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب
وفي هذا الخلف قولان: أحدهما: أنهم اليهود من بعد ما تقدم من الأنبياء ، قاله مقاتل.
الثاني: أنهم من المسلمين. فعلى هذا في قوله من بعدهم قولان: أحدهما: من بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، من عصر الصحابة وإلى قيام الساعة كما روى الوليد بن قيس حكاه إبراهيم عن عبيدة.
الثاني: إنهم من بعد عصر الصحابة. روى الوليد بن قيس عن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي سعيد . (يكون بعد ستين سنة خلف أضاعوا الصلاة
الآية. وفي إضاعتهم الصلاة قولان: أحدهما: تأخيرها عن أوقاتها ، قاله ابن مسعود وعمر بن عبد العزيز.
الثاني: تركها ، قاله ويحتمل ثالثا: أن تكون إضاعتها الإخلال باستيفاء شروطها. القرظي.
[ ص: 380 ] فسوف يلقون غيا فيه خمسة أقاويل: أحدها: أنه واد في جهنم ، قالته عائشة وابن مسعود.
الثاني: أنه الخسران ، قاله . ابن عباس
الثالث: أنه الشر ، قاله ابن زيد.
الرابع: الضلال عن الجنة.
الخامس: الخيبة ، ومنه قول الشاعر:
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
من يغو: أي من يخب.