قوله عز وجل: أي الفريقين خير مقاما فيه وجهان: أحدهما: منزل إقامة في الجنة أو النار. والثاني: يعني كلام قائم بجدل واحتجاج أي: أمن فلجت حجته بالطاعة
[ ص: 386 ] خير أم من دحضت حجته بالمعصية ، وشاهده قول لبيد:
ومقام ضيق فرجته بلساني وحسامي وجدل
وأحسن نديا فيه وجهان: أحدهما: أفضل مجلسا.
الثاني: أوسع عيشا. ويحتمل ثالثا: أيهما خير مقاما في موقف العرض ، من قضى له بالثواب أو العقاب؟ وأحسن نديا منزل إقامة في الجنة أو في النار ، وقال المقام بضم الميم: الإقامة ، وبفتحها المجلس. قوله تعالى: ثعلب: أثاثا ورئيا فيه أربعة أوجه: أحدها: أن الأثاث: المتاع ، والرئي: المنظر ، قاله . قال الشاعر: ابن عباس
أشاقت الظعائن يوم ولوا بذي الرئي الجميل من الأثاث.
الثاني: أن الأثاث ما كان جديدا من ثياب البيت ، والرئي الارتواء من النعمة.
الثالث: الأثاث ما لا يراه الناس. والرئي ما يراه الناس.
الرابع: معناه أكثر أموالا وأحسن صورا. ويحتمل خامسا: أن الأثاث ما يعد للاستعمال ، والرئي ما يعد للجمال.