قوله عز وجل: واضمم يدك إلى جناحك فيه ثلاثة أوجه: أحدها: إلى عضدك ، قاله . مجاهد
الثاني: إلى جيبك.
الثالث: إلى جنبك فعبر عن الجنب بالجناح لأنه مائل في محل الجناح. قوله عز وجل: رب اشرح لي صدري يحتمل وجهين: أحدهما: لحفظ مناجاته.
الثاني: لتبليغ رسالته. ويسر لي أمري يحتمل وجهين: أحدهما: ما لا يطيق.
الثاني: في معونتي بالقيام على ما حملتني. واحلل عقدة من لساني فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنها عقدة كانت بلسانه من الجمرة التي ألقاها بفيه في صغره عند فرعون.
[ ص: 401 ] الثاني: عقدة كانت بلسانه عند مناجاته لربه ، حتى لا يكلم غيره إلا بإذنه.
الثالث: استحيائه من الله من كلام غيره بعد مناجاته. يفقهوا قولي يحتمل وجهين: أحدهما: ببيان كلامه.
الثاني: بتصديقه على قوله. واجعل لي وزيرا من أهلي وإنما سأل الله أن يجعل له وزيرا إلا أنه لم يرد أن يكون مقصورا على الوزارة حتى يكون شريكا في النبوة ، ولولا ذلك لجاز أن يستوزره من غير مسألة. هارون أخي اشدد به أزري فيه وجهان: أحدهما: أن الأزر: الظهر في موضع الحقوين ومعناه فقو به نفسي. قال أبو طالب:
أليس أبونا هاشم شد أزره وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب
الثاني: أن يكون عونا يستقيم به أمري. قال الشاعر:
شددت به أزري وأيقنت أنه أخ الفقر من ضاقت عليه مذاهبه
فيكون السؤال على الوجه الأول لأجل نفسه وعلى الثاني لأجل النبوة. وكان هارون أكبر من موسى بثلاث سنين ، وكان في جبهة هارون شامة ، وكان على أنف موسى شامة ، وعلى طرف لسانه [ شامه] .