قوله عز وجل: وعنت الوجوه للحي القيوم فيه خمسة أوجه: أحدها: أي ذلت ، قاله . ابن عباس
الثاني: خشعت ، قاله ، والفرق بين الذل والخشوع - وإن تقارب معناهما - هو أن الذل أن يكون ذليل النفس ، والخشوع: أن يتذلل لذي طاعة. قال مجاهد أمية بن الصلت:
وعنا له وجهي وخلقي كله في الساجدين لوجهه مشكورا
الثالث: عملت ، قاله الكلبي.
الرابع: استسلمت، قاله عطية العوفي.
[ ص: 428 ] الخامس: أنه وضع الجبهة والأنف على الأرض في السجود ، قاله طلق بن حبيب. القيوم فيها ثلاثة تأويلات: أحدها: أنه القائم على كل نفس بما كسبت ، قاله الحسن.
الثاني: القائم بتدبير الخلق.
الثالث: الدائم الذي لا يزول ولا يبيد. وقد خاب من حمل ظلما يعني شركا. قوله تعالى: فلا يخاف ظلما ولا هضما فيه وجهان: أحدهما: فلا يخاف الظلم بالزيادة في سيئاته ، ولا هضما بالنقصان من حسناته ، قاله ، ابن عباس ، والحسن وقتادة.
الثاني: لا يخاف ظلما بأن لا يجزى بعمله ، ولا هضما بالانتقاص من حقه ، قاله ، والفرق بين الظلم والهضم أن الظلم المنع من الحق كله ، [والهضم] المنع من بعضه ، والهضم ظلم وإن افترقا من وجه ، قال ابن زيد المتوكل الليثي:
إن الأذلة واللئام لمعشر مولاهم المتهضم المظلوم