ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما [ ص: 430 ] سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى
قوله تعالى: ولقد عهدنا إلى آدم فيه تأويلان: أحدهما: يعني فترك أمر ربه ، قاله . مجاهد
الثاني: أنه نسي من النسيان والسهو ، قال إنما أخذ الإنسان من أنه عهد إليه فنسي. ابن عباس: ولم نجد له عزما فيه أربعة تأويلات: أحدها: صبرا ، قاله . قتادة
الثاني: حفظا قاله عطية.
الثالث: ثباتا. قال ابن أمامة: لو قرنت أعمال بني آدم بحلم آدم لرجح حلمه على حلمهم ، وقد قال الله: ولم نجد له عزما الرابع: عزما في العودة إلى الذنب ثانيا. قوله عز وجل: فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى يعني أنت وزوجك لأنهما في استواء العلة واحد. ولم يقل: فتشقيا لأمرين: أحدهما: لأنه المخاطب دونها.
الثاني: لأنه الكاد والكاسب لها ، فكان بالشقاء أخص.