قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين
فما جزاؤه : الضمير: للصواع، أي: فما جزاء سرقته، إن كنتم كاذبين : في [ ص: 309 ] جحودكم وادعائكم البراءة منه، قالوا جزاؤه من وجد في رحله : أي: جزاء سرقته أخذ من وجد في رحله، وكان حكم السارق في آل يعقوب أن يسترق سنة، فلذلك استفتوا في جزائه، وقولهم: فهو جزاؤه : تقرير للحكم، أي: فأخذ السارق نفسه وهو جزاؤه لا غير، كقولك: حق زيد أن يكسى ويطعم وينعم عليه، فذلك حقه، أي: فهو حقه; لتقرر ما ذكرته من استحقاقه وتلزمه، ويجوز أن يكون "جزاؤه": مبتدأ، والجملة الشرطية كما هي خبره، على إقامة الظاهر فيها مقام المضمر، والأصل: جزاؤه من وجد في رحله فهو هو، فوضع الجزاء موضع هو، كما تقول لصاحبك: من أخو زيد؟ فيقول لك: أخوه من يقعد إلى جنبه، فهو هو، يرجع الضمير الأول: إلى "من"، والثاني: إلى "الأخ"، ثم تقول: "فهو أخوه": مقيما للمظهر مقام المضمر، ويحتمل أن يكون جزاؤه خبر مبتدأ محذوف، أي: المسؤول عنه جزاؤه، ثم أفتوا بقولهم: من وجد في رحله فهو جزاؤه، كما يقول: من يستفتي في جزاء صيد المحرم جزاء صيد المحرم، ثم يقول: ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم [المائدة: 95].