كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين
يقال: سلكت الخيط في الإبرة، وأسلكته إذا أدخلته فيها ونظمته، وقرئ: "نسلكه" للذكر، أي: مثل ذلك السلك، ونحوه: نسلك الذكر في: قلوب المجرمين على معنى: أنه يلقيه في قلوبهم مكذبا مستهزآ به غير مقبول، كما لو أنزلت بلئيم حاجة فلم يجبك إليها فقلت: كذلك أنزلها باللئام، تعني: مثل هذا الإنزال أنزلناها بهم مردودة غير مقضية، [ ص: 401 ] ومحل قوله: لا يؤمنون به : النصب على الحال، أي: غير مؤمن به، أو هو بيان لقوله: "كذلك نسلكه"، سنة الأولين : طريقتهم التي سنها الله في إهلاكهم حين كذبوا برسلهم وبالذكر المنزل عليهم، وهو وعيد لأهل مكة على تكذيبهم.