[ ص: 463 ] إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر [ ص: 464 ] والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
العدل هو الواجب; لأن الله تعالى عدل فيه على عباده، فجعل ما فرضه عليهم واقعا تحت طاقتهم، والإحسان : الندب; وإنما علق أمره بهما جميعا; لأن الفرض لا بد من أن يقع فيه تفريط فيجبره الندب، ولذلك فعقد الفلاح [ ص: 457 ] بشرط الصدق والسلامة من التفريط، وقال -صلى الله عليه وسلم-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمن علمه الفرائض فقال: والله لا زدت فيها ولا نقصت: "أفلح إن صدق"، فما ينبغي أن يترك ما يجبر كسر التفريط من النوافل، والفواحش: ما جاوز حدود الله، [ ص: 466 ] "والمنكر": ما تنكره العقول، "والبغي": طلب التطاول بالظلم، وحين أسقطت من الخطب لعنة الملاعنين على أمير المؤمنين "استقيموا ولن تحصوا"، رضي الله عنه، أقيمت هذه الآية [ ص: 467 ] مقامها، ولعمري إنها كانت فاحشة ومنكرا وبغيا، ضاعف الله لمن سنها غضبا ونكالا وخزيا، إجابة لدعوة نبيه: "وعاد من عاداه"، وكانت سبب إسلام علي . عثمان بن مظعون