وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا
وآت ذا القربى حقه : وصى بغير الوالدين من الأقارب بعد التوصية بهما، وأن يؤتوا حقهم: وحقهم إذا كانوا محارم كالأبوين والولد، وفقراء عاجزين عن الكسب، وكان الرجل موسرا: أن ينفق عليهم عند ، أبي حنيفة لا يرى النفقة إلا على الولد والوالدين فحسب، وإن كانوا مياسير، أو لم يكونوا محارم: كأبناء العم، فحقهم صلتهم بالمودة والزيارة وحسن المعاشرة والمؤالفة على السراء والضراء والمعاضدة ونحو ذلك، ( والمساكين وابن السبيل ) يعني: وآت هؤلاء حقهم من الزكاة، وهذا دليل على أن المراد بما يؤتى ذوي القرابة من الحق: هو تعهدهم بالمال، وقيل: أراد بذي القربى أقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم. والشافعي
التبذير: تفريق المال فيما لا ينبغي، وإنفاقه على وجه الإسراف، وكانت الجاهلية تنحر إبلها وتتياسر عليها وتبذر أموالها في الفخر والسمعة، وتذكر ذلك في أشعارها، فأمر الله بالنفقة في وجوهها مما يقرب منه ويزلف، وعن عبد الله : هو إنفاق المال في غير حقه، وعن : لو أنفق مدا في باطل كان تبذيرا وقد أنفق بعضهم نفقة في خير فأكثر، فقال له صاحبه: لا خير في السرف، فقال: لا سرف في الخير، وعن مجاهد : عبد الله بن عمرو وهو يتوضأ فقال: "ما هذا السرف يا بسعد ؟" قال: أوفي الوضوء سرف ؟ قال: "نعم وإن كنت على نهر جار"، سعد مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إخوان الشياطين : أمثالهم [ ص: 513 ] في الشرارة وهي غاية المذمة; لأنه لا شر من الشيطان، أو هم إخوانهم وأصدقاؤهم; لأنهم يطيعونهم فيما يأمرونهم به من الإسراف، أو هم قرناؤهم في النار على سبيل الوعيد، وكان الشيطان لربه كفورا : فما ينبغي أن يطاع، فإنه لا يدعو إلا إلى مثل فعله، وقرأ "إخوان الشيطان". الحسن: