ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها
مرحا : حال، أي: ذا مرح، وقرئ : "مرحا"، وفضل المصدر على اسم الفاعل لما فيه من التأكيد، الأخفش لن تخرق الأرض : لن تجعل فيها خرقا بدوسك لها وشدة وطأتك، وقرئ "لن تخرق" بضم الراء، ولن تبلغ الجبال طولا : بتطاولك، وهو تهكم بالمختال، قرئ "سيئة" و "سيئه" على إضافة سيئ إلى ضمير كل، و"سيئا" في بعض المصاحف، و"سيئات"، وفي قراءة -رضي الله عنه-: "كان شأنه". أبي بكر الصديق
فإن قلت: كيف قيل: سيئه مع قوله مكروها ؟
قلت: السيئة في حكم الأسماء بمنزلة الذنب والإثم زال عنه حكم الصفات، فلا اعتبار بتأنيثه، ولا فرق بين من قرأ سيئة وسيئا، ألا تراك تقول: الزنا سيئة، كما تقول: السرقة سيئة، فلا تفرق بين إسنادها إلى مذكر ومؤنث.
فإن قلت: فما ذكر من الخصال بعضها سيئ وبعضها حسن، ولذلك قرأ من قرأ: "سيئه" بالإضافة، فما وجه من قرأ سيئة ؟
قلت: كل ذلك إحاطة بما نهى عنه خاصة لا بجميع الخصال المعدودة.