nindex.php?page=treesubj&link=28988_32238_34237nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=88قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=88لا يأتون : جواب قسم محذوف، ولولا اللام الموطئة، لجاز أن يكون جوابا للشرط، كقوله [من البسيط]:
........................ ... يقول لا غائب مالي ولا حرم
لأن الشرط وقع ماضيا، أي: لو تظاهروا على أن يأتوا بمثل هذا القرآن في بلاغته وحسن نظمه وتأليفه، وفيهم
العرب العاربة أرباب البيان لعجزوا عن الإتيان بمثله،
[ ص: 551 ] والعجب من النوابت ومن زعمهم أن القرآن قديم مع اعترافهم بأنه معجز، وإنما يكون العجز حيث تكون القدرة، فيقال: الله قادر على خلق الأجسام والعباد عاجزون عنه، وأما المحال الذي لا مجال فيه للقدرة، ولا مدخل لها فيه كثاني القديم، فلا يقال للفاعل: قد عجز عنه، ولا هو معجز، ولو قيل ذلك; لجاز وصف الله بالعجز، لأنه لا يوصف بالقدرة على المحال، إلا أن يكابروا فيقولوا: هو قادر على المحال، فإن رأس مالهم المكابرة وقلب الحقائق.
nindex.php?page=treesubj&link=28988_32238_34237nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=88قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=88لا يَأْتُونَ : جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ، وَلَوْلَا اللَّامُ الْمُوَطِّئَةُ، لَجَازَ أَنْ يَكُونَ جَوَابًا لِلشَّرْطِ، كَقَوْلِهِ [مِنَ الْبَسِيطِ]:
........................ ... يَقُولُ لا غَائِبٌ مَالِي وَلا حَرِمُ
لِأَنَّ الشَّرْطَ وَقَعَ مَاضِيًا، أَيْ: لَوْ تَظَاهَرُوا عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ فِي بَلَاغَتِهِ وَحُسْنِ نَظْمِهِ وَتَأْلِيفِهِ، وَفِيهِمُ
الْعَرَبُ الْعَارِبَةُ أَرْبَابُ الْبَيَانِ لَعَجَزُوا عَنِ الْإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ،
[ ص: 551 ] وَالْعَجَبُ مِنَ النَّوَابِتِ وَمِنْ زَعْمِهِمْ أَنَّ الْقُرْآنَ قَدِيمٌ مَعَ اعْتِرَافِهِمْ بِأَنَّهُ مُعْجِزٌ، وَإِنَّمَا يَكُونُ الْعَجْزُ حَيْثُ تَكُونُ الْقُدْرَةُ، فَيُقَالُ: اللَّهُ قَادِرٌ عَلَى خَلْقِ الْأَجْسَامِ وَالْعِبَادِ عَاجِزُونَ عَنْهُ، وَأَمَّا الْمُحَالُ الَّذِي لَا مَجَالَ فِيهِ لِلْقُدْرَةِ، وَلَا مَدْخَلَ لَهَا فِيهِ كَثَانِي الْقَدِيمِ، فَلَا يُقَالُ لِلْفَاعِلِ: قَدْ عَجَزَ عَنْهُ، وَلَا هُوَ مُعْجِزٌ، وَلَوْ قِيلَ ذَلِكَ; لَجَازَ وَصْفُ اللَّهِ بِالْعَجْزِ، لِأَنَّهُ لَا يُوصَفُ بِالْقُدْرَةِ عَلَى الْمُحَالِ، إِلَّا أَنْ يُكَابِرُوا فَيَقُولُوا: هُوَ قَادِرٌ عَلَى الْمُحَالِ، فَإِنَّ رَأْسَ مَالِهِمُ الْمُكَابَرَةُ وَقَلْبُ الْحَقَائِقِ.