قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا
ضل سعيهم : ضاع وبطل وهم الرهبان، عن رضي الله عنه ، كقوله: علي عاملة ناصبة [الغاشية: 3]، وعن : أهل الكتاب، وعن مجاهد رضي الله عنه : أن [ ص: 618 ] علي ابن الكوا سأله عنهم ؟ فقال: منهم أهل حروراء، وعن : يأتي ناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم في العظم كجبال أبي سعيد الخدري تهامة، فإذا وزنوها لم تزن شيئا، فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا : فنزدري بهم، ولا يكون لهم عندنا وزن ومقدار، وقيل: لا يقام لهم ميزان; لأن الميزان إنما يوضع لأهل الحسنات والسيئات من الموحدين، وقرئ : "فلا يقيم"، بالياء.
فإن قلت: الذين ضل سعيهم في أي محل هو ؟
قلت: الأوجه أن يكون في محل الرفع، على: هم الذين ضل سعيهم; لأنه جواب عن السؤال، ويجوز أن يكون نصبا على الذم، أو جرا على البدل، "جهنم": عطف بيان لقوله: "جزاؤهم".