فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا   وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا   
هذه خاتمة السورة ومقطعها ، فكأنه قال : بلغ هذا المنزل أو بشر به وأنذر ؛ فإنما  [ ص: 62 ] أنزلناه  "بلسانك"  أي : بلغتك وهو اللسان العربي المبين ، وسهلناه وفصلناه ،  "لتبشر به"  وتنذر ، واللد : الشداد الخصومة بالباطل ، الآخذون في كل لديد ؛ أي : في كل شق من المراء والجدال لفرط لجاجهم ، يريد أهل مكة   . 
وقوله : وكم أهلكنا   : تخويف لهم وإنذار ، وقرئ : "تحس " : من حسه إذا شعر به ، ومنه : الحواس والمحسوسات ، وقرأ حنظلة   : "تسمع " : مضارع : أسمعت ، والركز : الصوت الخفي ، ومنه : ركز الرمح إذا غيب طرفه في الأرض ، والركاز : المال المدفون . 
عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :  "من قرأ سورة مريم ، أعطي عشر حسنات ، بعدد من كذب زكريا  وصدق به ، ويحيى  ، ومريم  ، وعيسى  ، وإبراهيم  ، وإسحاق  ، ويعقوب  ، وموسى  ، وهارون  ، وإسماعيل  ، وإدريس  ، وعشر حسنات بعدد من دعا الله في الدنيا وبعدد من لم يدع الله "  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					